تخريج فوج جديد من مدرسة الفنون ببيت بيرل
تاريخ النشر: 28/07/16 | 16:43احتفلت مدرسة الفنون “همدراشا” في الكليّة الأكاديميّة بيت بيرل بتخريج فوج جديد من الفنانين في مختلف التخصّصات كالفنون التشكيليّة والرسم والتصوير والاخراج والنحت وغيرها، وذلك بمشاركة الأهالي والأصدقاء والمحاضرين والطاقم الاداري والعديد من الفنانين المعروفين والشخصيات العامّة. وقد حصل الخريجون على شهادات اللقب الأوّل بالاضافة إلى شهادات التدريس في مجال الفنون. ويشار أنّ نسبة الطلاب العرب من مجمل الخريجين، بلغت هذا العام أكثر من 25% في سابقة ملفتة، اذ وصل عدد الخريجين العرب إلى 13، الغالبية العظمى منهم نساء.
وتأتي هذه الزيادة الملفتة في عدد الطلاب العرب الذين التحقوا بمدرسة الفنون لدراسة مجال الفن، في أعقاب التعاون المثمر ما بين المعهد الأكاديمي العربي للتربية في كليّة بيت بيرل ومدرسة الفنون، بحيث نجحا ببناء برنامج خاص هو عبارة عن سنة تحضيريّة في مجال الفنون للطلاب العرب الذين يرغبون في تعلم مجال الفن والتربية للفن، لكن يحتاجون إلى معرفة وخبرة في هذا المجال، قبل البدء الفعلي في تعلم الموضوع أكاديميًا. وقد بادر إلى هذه الخطوة، د. علي وتد، رئيس المعهد، بعد أن لاحظ أنّ الطلاب العرب لا ينجحون باجتياز شروط القبول لدراسة مجال الفنون في مدرسة الفنون “همدراشا” وذلك نتيجة نقص المعرفة والتجربة لديهم في هذا المجال، ما دفعه إلى المبادرة لمعالجة هذه القضية وايجاد حلولاً مناسبة لها، ايماناً منه بأهميّة دراسة هذا المجال لتعزيز وتطوير مكانة الفن في المجتمع العربي.
وتضمن حفل التخرج اقامة معارض للخريجين، عرضوا فيها أعمالهم الفنيّة التي تناولت العديد من الموضوعات والمضامين ذات المدلولات والمعاني القيّمة. وقد أثنى المهتمّون ومتذوّقو الفن على المستوى الرفيع والقيمة الفنيّة العليا لهذه الأعمال، مؤكدين على أنّها تبشر بمجموعة واعدة من الفنانين الاستثنائيّين القادرين على الارتقاء بالفن المحلي على المستوى العالمي. شذى برانسي، هديل فريج وورقاء جابر كنّ من ضمن الخريجات اللواتي أقمن معارض لافتة واستثنائيّة خلال حفل التخرج، وقد حرصن على نقل رسالة عميقة من خلال هذه المعارض تعبّر عن خبايا ذواتهنّ.
اختارت شذى برانسي، ابنة مدينة الطيبة، في اطار معرضها، عرض صور لأطفال فلسطينيّين كانوا ضحايا الصراع. الصور كانت صعبة وصادمة جدّاً، لكن شذى اعتبرت أنّ هذه فرصة لنشر حقائق لطالما اراد الاعلام الاسرائيلي دفنها. ورأت أنّ من واجبها أخذ الأمر على عاتقها، فهي ترى أنّ الفن هو انعكاس وترجمة للواقع ولا ينبغي فصلهما. وتقول شذى حول المعرض “اخترت أن أعرض بهذا المكان وبهذا الزمان بالذات الواقع الذي يتجاهله الجميع. المكان: كلية غالبية طلابها، معلميها وادارتها إسرائيليين. الزمان: معرض خريجين 2016، الذي يلخص مسيرة دامت أربعة سنوات وهنا انتهزت الفرصة واخترت التنازل عن الطابع الفني، وعوضاً عن ذلك عرض واقع الألم الفلسطيني البعيد القريب والجرح النازف ومحاولات التعتيم على هذه القضيّة”.
هديل فريج، ابنة مدينة كفر قاسم، اختارت من جانبها، نقل ذكريات طفولتها من خلال معرضها. فقد صوّرت بيت العائلة الذي يخبّئ بين زواياه التفاصيل والتجارب والذكريات من أيّام الطفولة، بالذات تلك التي جمعتها بأخيها الذي فارق الحياة تاركاً لها فقط الذكريات. وحول ارتباطها بالفن تقول هديل أنّ قرار تعلم هذا الموضوع كان محسوماً، فلطالما كان واضحاً لها أنّها ستصقل الموهبة التي أعطاها ايّاها الله وتطورها لتتحوّل إلى عالمها، فحتى منذ أيّام المدرسة، كانت تنشغل دائماً برسم اساتذتها خلال الحصص التعليميّة. ورغم أنّها بدأت تعليمها الأكاديمي بعد الزواج والانجاب، إلى جانب دمجها ما بين التعليم والعمل، الا أنّها نجحت بتخطي كل المصاعب ايماناً منها بموهبتها. وتقول هديل أنّها لقيت الكثير من الدعم من زوجها وعائلتها، كما أنّ الأجواء والعلاقات الدافئة، داخل مدرسة الفنون بين الطلاب والمحاضرين، ساعدتها كثيراً.
ومن ناحيتها، تطرقت ورقاء جابر مصاروة، ابنة مدينة الطيرة، إلى موضوع الاحتواء في اطار معرضها. وتقول ورقاء أنّ العمل على المعرض وتأمل أعمالها الفنيّة بعد انجازها ساعدها على اكتشاف ذاتها وادراك مشاعرها وأفكارها بشكل عميق. بالنسبة لورقاء فانّ الفن هو الروح الذي ينبض من خلاله العالم. ومن خلاله يمكن التعبير عن الذات وهو وسيلة علاج ويدمج الكثير من المجالات. وبناءً عليه، حسمت أمرها باستكمال دراستها الأكاديميّة في هذا المجال. وقد اختارت “همدراشا” بالذات لأنّها تدرّس الفن والتربية للفن في نفس الوقت، أي أنّها تصنع فناناً من ناحية ومدرساً مهنيّاً من الناحية الأخرى، ويحصل الخريج على اللقب الأوّل في الفن وشهادة تدريس معاً. وتشير ورقاء إلى الهوّة الشاسعة في المعرفة في هذا المجال بين الطلاب العرب واليهود، وتقول أن السنة التحضيريّة في “همدراشا” تهيّئ الطلاب العرب من كافة النواحي ليبدأوا اللقب الأوّل بنقطة متساوية مع الطلاب اليهود.