مغامرات عاشقيْن
تاريخ النشر: 30/07/16 | 12:02لم تكن تعلم تلك المرأة بأنها ستقع في حُبِّ ذاك الجندي الذي التقته ذات مساء، بينما كانت تبحث بين الركام عن صديقاتها، اللواتي لم يعدن إلى بيوتهن، حينما خرجن منذ ساعات الصباح لشراء أشياء ضرورية لهن، فرأت هناك جندياً مُتمترساً خلف أكياسِ الرّمل، وكانتْ يده على الزّناد، ومن أوّلِ ما رأته وقعتْ في حبّه من نظراتٍ كان يصوبها الجندي نحوها باستمرار، فاقتربت منه وتعرفت عليه بالرغم القصف المُتقطّع الذي كانَ يدكّ تلك القرية، ويشوش عليهما ولكنها عادت إلى منزلها، وظلت تتواعد مع ذاك الجندي كل يوم، وصارا يتقابلان في كل مساءٍ على تلٍّ يشرفُ على قريتها المدمّرة، وشعرتْ بالأمان مع ذاك الجندي رغم جوّ الحرب، وأقنعته ذات مساء لكي يهربا من جحيم الحرب، لكنه في البداية أبى، ومع استمرار إلحاحها وافق، وهربا ذات ليلة إلى مدينة هادئة، لكن هدوء المدينة لم يدم، وتعرضت للقصف، فما كان منهما إلا أن يهربا مع لاجئين عبر قارب متهالك إلى أوروبا، وفي البحر قالت له: رغم أنني وقعتُ في حبكِ، إلا أنني أشعر بأن حبنا معرض لمطبات فمغامراتنا منذ بداية الحب كان يسودها جوّ الخوف، لأنني أشعر بخوف غريب، فربما سيموت الحُبّ بعد قليل، أو بأننا سنظل مشرّدين في تلك البلد، فردّ عليها الجندي رغم كل المعاناة التي سنلاقيها، إلا أننا سنظلّ نعيش في حُبٍّ، فالحب سيبقى، فأنا أحببتُ فيكِ كل شيء حتى بُكاءكِ وضحكاتكِ وصمتكِ..
عطا الله شاهين