ما هو حكم الحديث كذباً لإضحاك الناس؟

تاريخ النشر: 06/09/16 | 0:00

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وبعد:

– إن الضحك والمرح والمزاح أمر مشروع في الإسلام كما دلت على ذلك النصوص القولية والمواقف العملية للرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم.
– إلا أن يكون الكذب والاختلاق أداة الضحك للناس كما يفعل بعض الجهلة من الناس ولقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك حيث قال: (ويل للذي يحدث ليضحك القوم ويل له، ويل له، ويل له ). [ رواه أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه].
– وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقا.
– وإن الكذب واحد ليس هناك كذب أبيض وكذب أسود، فإن الكذب منهي عنه إلا للضرورة التي أباحها الشرع , وإن المكذبين هم أعداء الرسل، فلا يتمثل المؤمن بصفات الكافرين ولو على سبيل المزاح.
– وأن الكذب من صفات المنافقين كما جاء في الحديث النبوي: ( آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر). [ رواه الشيخان]، وفي رواية لمسلم ( وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم).
– وفي حديث آخر للشيخين: (أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً: ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا أؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر. رواه الشيخان.
– ولهذا جاء عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه مرفوعاً وموقوفاً: “الكذب مجانب الإيمان”.  رواه البيهقي وصحح الموقوف.
– وعن سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( يطبع المؤمن على كل خلة غير الخيانة والكذب). [رواه البزار وأبو يعلى ورواته رواة الصحيح والدارقطني مرفوعاً وموقوفاً وقال: الموقوف أشبه بالصواب ].
– وفي حديث مرسل رواه مالك: قيل يا رسول الله أيمون المؤمن جباناً ؟ قال: (نعم)، قيل له: أيكون المؤمن بخيلاً ؟ قال: (نعم)، قيل له: أيكون المؤمن كذاباً ؟ قال: (لا). [رواه مالك مرسلاً عن صفوان بن سليم].
– ولهذا قالت عائشة: “ما كان من خلق أبغض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب”. [رواه أحمد والبزار وابن حبان والحاكم وصححاه] .
– وهذا كله يدلنا على نفور الإسلام من الكذب، وتربية أبنائه على التطهر منه، سواء ظهر من ورائه ضرر مباشر أم لا، يكفي أنه كذب وإخبار بغير الواقع وتشبه بأهل النفاق.
– فهذا الكاذب يضحك الناس ويدخل السرور إلى نفوسهم بالقول الكاذب وهو يحمل الوزر والإثم.
– إن من أكبر وجوه الضرر في الكذب أن يعتاده اللسان فلا يستطيع التحرر منه وهذا هو المشاهد الملموس، الذي عبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم يحذرنا من ولوج هذا الباب الذي ينتهي بصاحبه بعد اعتياد دخوله إلى أن يكتب عند الله من الكاذبين فيقول: (عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر إن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً). [رواه الشيخان وأبو داود والترمذي وصححه واللفظ له].
فاحذروا أيها المسلمون من الوقوع في هذا المرض فيهلككم.

والله تعالى أعلم

Untitled-1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة