علبة القبلات
تاريخ النشر: 05/07/11 | 7:12صرخ رجلٌ على ابنته ذات الثلاثة أعوام لأنّها أتلفت لفافةً من ورق التغليف الذهبيّة، بينما كانت تعبث بها لكي تزّين علبةً صغيرة لها وتغلّفها بتلك الأوراق على شكل هديّة، ولم تُعِر انتباهَها لصراخ والدها ونهره لها, كانت الصغيرة منشغلةً بعلبتها كثيرًا، فهي شغلها الشاغل في صباح ذلك اليوم, غادرت الطفلة غرفة أبيها وهي تنظر في عينيه بنظرة واعدة بالعودة ثانيّة وكأنها تقول له وهي محتضنة علبتها الصغيرة باهتمام بالغ: انتظرني!
مرت دقائق معدودة لتعود الصغيرة لمجلس أبيها لتفاجئه بينما كان يحتسي قهوة الصباح كعادته في كل يوم، وبصوت طفوليّ عذب قالت:
“أبي أبي! تفضل، هذه هديّتي لك!”
أصيب والد الطفلة بالخجل من ردة فعله السابقة، وما أن فتح العلبة حتى غضب مرّةً أخرى لأنّ العلبة كانت فارغة, فقال لها بنبرة عالية:
“ألا تعلمين أنه حينما تُهدين شخصا هدية, يفترض أن يكون بداخلها شيء ما؟”
ثمّ ما كان منه إلا أن رمى بالعلبة في سلّة المهملات و دفن وجهَه بيديه في حزن, عندها، نظرت البنتُ الصغيرة إليه وعيناها تدمعان وقالت:
“يا أبي إنها ليست فارغة، لقد وضعت الكثير من القُبَل بداخل العلبة. وكانت كلُّ القبل لك يا أبي! ”
تحطّم قلبُ الأب عند سماع ذلك، وراح يلفُّ ذراعيه حول فتاته الصغيرة ويتوسّل لها أن تسامحه, فضمّته إليها و غطّت وجهه بالقبل. ثم أخذ العلبةَ بلطف من بين النفايات وراحا يصلحان ما تلف من ورق الغلاف المذهّب, وبدأ الأب يتظاهر بأخذ بعض القبلات من العلبة فيما ابنته تضحك و تصفّق وهي في قمة الفرح, استمتع كلاهما بالكثير من اللهو ذلك اليوم, كبرت البنت و تزوجت وسافرت بعيدا عن أبيها وكان كلما شعر بالإحباط يأخذ من تلك العلبة قبلة خيالية ويتذكر ذلك الحبَّ غير المشروط من ابنته التي وضعت تلك القبل هناك.
رائعة
قصه جميله
قصه معبره وهادفه جدا
شيئ لا يثير الدهشة…
حلو كثير
شو هاذ الاب …! هاذ اب ..ّ بس فيش زي هاي القصه