كيف نكون أصدقاء لأبنائنا
تاريخ النشر: 18/11/13 | 0:19التربية والتعامل مع الصغار ليس بالأمر السهل ولا البسيط،فالطفل هو كيان مستقل، من الممكن تهذيبه وتعديل سلوكه، فهو كالشجرة له كيان خاص وجذور لن تتغير، ولكن تكتسب من خلال الوراثة، ويمكن إجراء تعديلات لعوامل البيئة المحيطة وهي: الأسرة والمدرسة والمجتمع الخارجي، وهذه العوامل الخارجية تهذب الجذور والطباع الخاصة بالطفل.
ومن خلال اللعب يستطيع الطفل في المراحل المبكرة، اكتساب المهارات المتعددة، خاصة في المراحل العمرية الأولي، وفي هذه المرحلة تقود الأم أو الأب البادرة لإسعاد الطفل وتنمية المهارات الأولية والتعرف علي المحيطين، وتكوين خبرات، إلا أننا نلاحظ الشخصية المستقلة للطفل والتي تنمو مع الوقت. وتكمن أهمية الاندماج مع الطفل منذ المراحل الأولي، في تخطي صعوبات تكوين الصداقة مع الطفل، والتي تزداد تعقيدا بمرور الوقت حتي يصل طفلك لمرحلة المراهقة، ومحاولة إثبات ذاته واستقلاليته.
الطفل منذ البداية ينظر إليك علي أنك قدوة له، فيجب مراعاة أنه ملاحظ جيد لكل تصرفاتك، لذا فالمصداقية مهمة جدا في هذه الأحوال حتي تكسبين ثقته، ومن المهم وضع حدود للتعامل مع الطفل أساسها الإحترام والحنان المتبادل، كونك صديقة له، مع الحفاظ علي مكانتك كأم.
تعلمي أن تقولي لا وبحسم في الأمور التي تتطلب الحسم حتي يتعلم الطفل ويتخلص تدريجيا من البكاء والعناد،وتعلمي أن تضعي لطفلك مجموعة من القواعد والقوانين التي تضمن التزامه وسلامته، وأن واجبك حمايته، وعليه أن يحترم ذلك.
يجب أن يشعر أنك صديقته بطريقة غير مبالغ فيها، ودون التدخل في شئونه الخاصة وإعطائه مساحة من الخصوصية والتصرف تحت رعايتك، حتي يشعر بالمسئولية. فيكون تدخلك في حياته مقبولا ومتوازنا، لانك بالفعل صديقة له بعد كونك أمه، علميه كيف يتخذ قراراته بمفرده مع أهمية التواصل معه، حتي يشاركك أفكاره ومشاعره، ويجب أن تتحلي بالصبر ولاتطلقي الاحكام فيما يخصه، وأن تكوني مدركة أن المهمة الأساسية هي في حمايته.
عليك أن تشجعيه علي التحدث عن روتينه اليومي وأصدقائه وحياته في المدرسة والنادي، وأن تتواصلي مع معلميه في المدرسة، واجعليه يشعر بأنه يريد تشاركيه أفكاره ومشاعره دون تقييده بالأسئلة، مع استعدادك لتقديم إجابات عن أسئلته التي يطرحها عليك.
ومع تطور الطفل ووصوله لمرحلة المراهقة، ونظرا لحساسية هذه المرحلة، يجب أن تشعريه بأنه سيتحمل المسئولية قريبا وأن تعلي من إمكاناته وأن تساعديه في تنمية مواهبه، لما لها من أهمية قصوي في هذه المرحلة بالذات لأن فيها تتشكل شخصية المراهق وتتبلور. وأن تبني نوعا من الثقة معه حتي يشعر أن لديه الحرية في التحدث معك في مختلف الأمور وأنه سيجد النصيحة والرأي السديد.