ما الذي يميت القلب؟

نستيقظ كلّ يوم ككلّ صباح،و نفعل ذات الأشياء بنفس النّظام،فتتشابه الأيّام،

وكأنّ اليوم هو البارحة،و كأنّنا نرى الغد قبل أن يأتي.

و تتكرّر الأشياء ذاتها كما هي،و تمُرّ الأيّام، و نحن كما نحن،

دون أن نحاول التغيير أو التحسين أو الإصلاح

وجدناهم يفعلوا، ففعلنا مثلهم دون أن ندري لماذا،

و كأنّهم وضعوا قوانين صارمة لا يجب أن نحيد عنها.

وجدناهم يقولوا فقلنا مثلهم دون أن نفهم.

وجدنا أنفسنا في طريق فسرنا فيه، و لا ندري إلى أين نذهب،

و لكنّنا نمشي، نمشي كما يمشي الناس،

و مشينا في الطريق دون أن نتأكد هل أنّ الطريق صحيح أم لا

فنرى الغلط ونسكت، ونرى الخطأ و نصمت حتـّى نعتاد عليه و نعتقد أنّه هو الصّواب،

فيختلط الصحيح بالغلط و الحلال بالحرام

و نعيش على هذا المنوال، و تـُطوى أيّامنا يوما بعد يوم

و تمُرّ الأيّام، و نحن نمشي في ذات الطريق

و سواءا كان الطريق صحيح أم لا فإنّ النّهاية واحدة ؛ هي الموت

و لكنّنا بهذا الشكل نـُميتُ قـُـلوبنا قبل موتـنا،

فنعيش بقلوب ميـّـتة من أوّل يوم في حياتـنا.

نسأل الله لنا ولكم الهدى والتوفيق والسداد