صانع الفرح
تاريخ النشر: 20/11/13 | 3:08(قصص من الواقع الفحماوي بطلها العم الطيب المرحوم خليل يوسف ابو زينة "ابو لؤي".. تسمعها..ولا يمكن ان تكتب عنها لروعتها ولروعه بطلها)
(1)
..لم يحرمه تعب سفر العودة من بلاد الحجاز من التمتع ببنايات وشوارع عمان وهو في طريقه للمعبر..سرقه تفكيره للحظة الى اولاده وزوجته وأهله الذين ينتظرونه في بلده..
سيصلهم بعد ساعات قليلة متمما العمرة..لا اجمل من لحظة عودة العم للاخل بعد فراق يقارب الشهر..
سرح فكر العم وهو جالس لجانب السائق في سيارة الأجرة.. يستمع بصوت الريح العابرة من شباك السياره المهرولة ليتمزج بنغمات موسيقى شرقية صادرة من المذياع، لكن شيء ما لا يعجبه…السائق العصبي..حركة يد السائق على المقود..سرعة الفرملة عند المفارق…ولغة الجسد المتوترة لسائق شاب يتأفف من الحياة وكان السماء سقطت على رأسه..
لا يعرف اسمه ولا يعرف شيء عنه..
السائق يقوم بواجبه متوترا لكن دون ثرثرة.
"ما بك..عصبيا وغاضبا ؟؟"- سال العم المسافر السائق بهدوء
السائق: لا شيء يفرح في هذه الدنيا…
اخي الكبير يا عم اخي..
العم: ما به ؟
السائق: اخي الكبير يرفض زواجي من صبيه احبها..ويهددني..يريد ان يحرمني منها.منذ ان توفي ابي وهو يتحكم بي..
العم: اخوك الكبير..؟؟ اين هو؟؟
السائق: في بيته في عمان؟؟
العم : في عمان..طيب..ادر سيارتك وارجع لعمان الان..
السائق: ماذا ؟ عمان ؟ كدنا نصل الى المعبر يا حج؟؟
العم : قلت لك عد لعمان..الان.
السائق: كدت اوصلك للمكان الذي اردته..
العم : خدني لاخوك..الان.
وعادت سيارة الاجرة تسابق الريح وتاكل الشارع السريع نحو عمان.
العم والسائق حلا ضيوفا عن الاخ الاكبر.
عرف عن نفسه للأخ الاكبر وطلب منه ان يشاركه القرار بموضوع خطبه اخيه الاصغر..اقنعه بالموافقة لمصلحة الاخ وعروسه وسعادة العائلة.
تحدث العم اليه حول عروس اخيه السائق واقنعه بأن يشاركه في طلب يدها،
وتمت الخطوبة، وسهر في ضيافته ليلة اخرى…وركب سيارة الاجرة مع السائق الشاب..وتحركا باتجاه المعبر..
الفرح يملاء فضاء السيارة..والسائق العريس يقود بفرح وسعادة..وتعجب….
من اين كل هذه الطيبة..من اين لك هذه الرغبة الجامحة بصنع الخير والفرح للناس..؟؟
انه العم خليل يوسف ابو زينه."ابو لؤي"..انه صانع فرح الناس…
(2)
في المدرسة
نادى المدير المعلم لغرفته وقال: لم نتعود عليك هكذا حزينا يا استاذ ؟؟ قل ما بك؟ ماذا حصل؟؟
"زوجتي يا ابو لؤي"..طلبت الطلاق..اجاب المعلم بخجل وحزن معا: ولماذا؟؟ماذا حصل؟؟" سال المدير مستغربا.
"تشاجرنا حول موضوع الذهب..تقول اني لم افي بوعدي لها بشراء الذهب لها وتدخلت امها وكبر الشجار…ووصل النقاش بيننا لحد الزعل…." اجاب المعلم.
المدير: ذهب؟ فلوس؟ بسيطة..لا تحزن ولا تعزل زوجتك..انشاء الله ستحل..
انتهى اليوم التعليمي وعادا كل لبيته.
المدير ينادي زوجته مبتسما:
"احضري لي "ذهباتك "لو سمحت"..
الزوجة بهدوء وثقه لزوجها: الذهبات.. الذهبات لماذا؟؟ ماذا حصل؟؟
"لا شيء" فقط اريد الذهبات…"اجاب المدير .
قدمت الزوجة لزوجها علبة جميلة وفيها القطع الذهبية، لم تساله أي سؤال..فثقتها به وبقراره كبيرة لدرجة انه لا حاجة لاي سؤال اخر.
في اليوم التالي اخذ المدير الذهبات ولفها بقماش معتم وتوجه لمدرسته. دعى إليه المعلم الحزين واعطاه قع الذهب قائلا: خذ هذا لزوجتك وصالحها..وارجعها متى تستطيع.
"لن اخذ هذا الذهب ..لا اقبل ان اخذ ذهب ليس لي.." قال المعلم .
"لا.. ستاخذ الذهب وتعطه لزوجتك وتصالحها وتعيدها لبيتها" ورويدا رويدا ستوفر نقودا لتشتري لها عندها فقط ستعيد لي الذهب هذا ..لا مشكلة متى تعيد الذهب المهم صالح زوجتك.." اجاب المدير بجدية وهدوء .
مرت ايام واسابيع ..واشهر..
تذكرت الزوجة القطع الذهبية فسالت زوجها يوما .بهدوء وابتسامه رقيقه." شو مع الذهبات"؟؟ فاجابها مبتسما "بيرجعوا بيرجعوا..لا تقلقي..برجعوا".
ومرت ايام وأسابيع واشهر اخرى…وتذكرت الزوجة الذهب الغائب..وسألته..
"شو مع الذهبات "..فاجاب وهم مطنئنا " برجعوا برجعوا لا تقلقي:…
مرت تقريبا سنة..والزوجة لا تعرف اين الذهب….
وفقط بعد سنة اعاد المعلم للمدير "الذهبات"..بعد ان اشترى لزوجته قطعا جديدة..
عاد الذهب للزوجة المدير..خبأته مبتسمة..فهمت انه اقرضها لأحد ما كان بحاجة ماسة…ولم تسأله عن التفاصيل…عادت زوجة المعلم لزوجها وتصالحا…وعادت الفرحة لعائلته..وما عاد يقوم بعمله وهو حزين…هكذا قام المدير "العم الطيب ابو لؤي" بمساعدة عائلة المعلم لعبور مشاكل الحياة…انه العم الطيب خليل ابو زينة…انه صانع فرح الناس…