دقت ساعة البرميل

تاريخ النشر: 20/11/13 | 5:55

ابريق وبرميل للوضوء. اعتاد ذلك الحاج الضليع في عدد عمراته، ان ينادي زوجته الحاجة قبيل كل صلاة. وفي وضح النهار وفي صوت عال يسألها امام الملأ:- هل توضأت يا حاجة؟وتجيب برفق وحنان وبصوت جهوري نعم وسوف احضر لك ابريق الوضوء لاصّب الماء على يديك.

وتنفرج سريرة الحاج وتقوم الحاجة بانتشال ابريق من الماء بعد تغطيس الابريق بيديها "الطاهرتين" في البرميل الذي يقف مكانه وفي ساحة البيت…على مرآى الجيران والمارة من اهل القريه وكانت الزوجه تسكب الماء من الابريق العتيق على يدي زوجها، وهو منتعشا متنحنحا فرحا ينظر يمينا وشمالا رافعا راسه كالطاووس يجلس القرفصاء مشمرا عن يديه ورجليه.

رب سائل يسأل لماذا رغب الحاج ان يتوضأ بمساعدة زوجته المطيعة المتحذلقة وهل هذا الامر اتى من باب طاعة الزوجة لزوجها او لسبب اخر؟؟ او خوفا من انقطاع الماء او قطع الماء عنه؟ ولماذا لم يتوضا بنفسه من ماء الحنفيه النقي؟

وبعد اتمام الوضوء يقف على راس رجليه وينظر الى زوجته لتقول له شيئا قبل ان يتحرك لاتمام المشروع وراسا كانت الزوجه تقول له بصوت عال يسمعه الجيران زم زم يا حاج ابو كريم ويرد قائلا: وبصوت جهوري جدي قائلا جمعا جمعا بدك يا رب.؟ وتقول الزوجة ان شاء الله هذه السنة ايضا رجلي على رجلك ويقوم للصلاه بالسرعه الخاطفه كما هو الوضوء.

وفي احد الايام وبعد ان صلى ببيته صلاة العصر دخل جابي المياه طالبا منه ثمن البراميل المليئة بالمياه والتي استعملها للاستحمام والوضوء.

وعندها فقد هذا الحاج صوابه وطرد الجابي كما تطرد النعاج صارخا بوجهه:- وهل لم يبق الا انا لتأخذ مني ثمن المياه اذهب والا هشمت رأسك واضاف الي استحوا ماتوا (اذا لم تستح افعل ماشئت).

وهكذا فعل مع الجابي في كل مرة وتسرب الخبر لاهل البلد و بخاصة لآذان الذين دفعوا ثمن مياه الشرب والاستحمام والوضوء في الوقت المناسب.

بدأت البراميل تدحل من لسان الى اذن وعرف اهل البلد عن قصة (زمزم يا حج وجمعا جمعا) حتى ان احد الملتزمين بالدفع اقترح متهكما: ان ينادى عليه عند وفاته بالقول انتتقل ابو زمزم الى رحمة الله تعالى وسنلتقي جمعا بعد صلاة العصر للمشاركه في جنازته، وهكذا ايضا بالنسبة لام زمزم التي احبت صب الماء على يد زوجها وصب الزيت على النار عندما طرد الجابي مرات ومرات وربما اعتمر هذه السنة مرة اخرى وما زال يماطل في دفع الدين او فاتورة المياه منذ تاسيس الجمعيه. وربما ظلمنا هذا الرجل لانه دفع مرة واحدة ثمن برميل واحد واما الجمعية تدرس امكانية ارساله الى البيت العتيق مع ابريقه العتيق على حسابها لياتي بابريق واحد او برميل واحد من ماء زمزم عسى ان تسنح الفرصة لاعضاء الجمعيه بشفطه واحدة لكل واحد بعد ان شفط ولطش ثمن الالاف الاكواب.

وبعد التحقيق تبين ان ابا زمزم هو عضو اساسي في الجمعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة