بركة: المجزرة في شفاعمرو لم تبدأ ولم تنته في الرابع من آب
تاريخ النشر: 06/08/16 | 9:11قال رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد بركة، مساء الخميس، في الوقفة لذكرى شهداء مجزرة شفاعمرو التي وقعت في الرابع من آب 2005، في مدينة شفاعمرو، إن المجزرة في شفاعمرو لم تبدأ ولم تنته في الرابع من آب، لأن عقلية المجزرة والاقتلاع ما تزال متجذرة بالمؤسسة الحاكمة، التي تنظر الى وجودنا في وطننا “خطأ الصهيونية”.
وكان بركة قد شارك مساء الخميس، مع عدد من أعضاء لجنة المتابعة، ورئيس بلدية شفاعمرو أمين عنبتاوي، واعضاء اللجنة الشعبية في شفاعمرو، وقيادات سياسية من خارج المدينة، وأهالي الشهداء، في الوقفة لاحياء ذكرى المجزرة، والقيت في الوقفة كلمات، بينها كلمة رئيس البلدية عنبتاوي، الذي قال إننا نتعهد بنقل الرواية من جيل الى جيل.
وقال بركة في كلمته، إننا في هذه الوقفة نحني رؤوسنا وهاماتنا اجلالا لذكرى الشهداء الذين كان من الممكن أن يكون كل واحدا منا بدلا منهم، لأن المجرم مرتكب المجزرة لم يختار بالضبط دينا وهزار وميشيل ونادر، وإنما اختار أن يقتل عربا فلسطينيين بدافع الحقد البهيمي علينا وعلى وجودنا. وقدر الشهداء الاربعة أنهم دفعوا الثمن عنا جميعا. لذلك فإن الجرح الذي يحمله اهالي الشهداء، هذا الجرح النازف الذي لم ولن يندمل، هم يحملونه عنا جميعا. ولذلك فإننا الى جانب المواساة والتعزية، نقول لهم إن جرحكم هو جرحنا وألمكم هو ألمنا. ولكن في نهاية المطاف فإنه حينما تخلد الأم الى النوم، وتستذكر ابنتيها، لا أحد يكون معها، ومن الصعب عليه تخيل حجم الألم الذي يلازمها.
وتابع بركة قائلا، إن من يعتقد أن المجزرة في شفاعمرو بدأت في الرابع من آب 2005 وانتهت في ذلك اليوم فإنه مخطئ، لأن عقلية المجزرة ما تزال تعشش في البلاد، وفي كل زاوية في هذا الوطن. فقبل أيام طلع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بخطاب الينا نحن العرب، وكأنه المندوب السامي الذي جاء ليخاطب رعاياه المتخلفين، ويغدق عليهم معسول الكلام، ثم يتفرغ ليواصل سن القوانين العنصرية وفي نفس اليوم.
فهذا نتنياهو الذي جاء الينا داعيا للانخراط في سوق التقنيات العالية، هو نفسه الذي يقف أمامنا وضدنا، حينما كنا ندافع عن شباب شفاعمرو في المحاكم، والذين اختصروا الجريمة عندما أنهوا حياة الارهابي نتان زادة. وقلت في حينه وأقولها اليوم، أنه لا أكثر عدالة من ذلك الموقف، الذي يأتي فيه أناس واقعون تحت التهديد على حياتهم، ليضعوا حدا لحياة من يهددهم.
وقال بركة، إنه هو نتنياهو ذاته الذي كنا نقول له إنه لا يجوز محاكمة شبان شفاعمرو، فكان يرد بأنه لا يمكن أن يأخذ كل واحد القانون ليده. فنحن نرى في هذه المرحلة بالذات، كيف أنهم يشكون بدافع حقدهم وخوفهم وجبنهم بأي فلسطيني فيطلقون النار عليه أو عليها عن بعد، وليحصل فورا على وسام تقدير، لأنه واجه ما يسمونه الارهاب. ولكن أين هو الارهاب، إن الارهاب هو الذي وقع في شفاعمرو، والارهاب هو القتل اليومي لأبناء شعبنا في المناطق المحتلة. والارهاب هو أن يتم هدم قرية العراقيب 101 مرّة.
وأضاف بركة، إن عقليتهم هي عقلية الالغاء والشطب لوجودنا ولحقوقنا مقابل صمود نعتز به، وهذه هي المعادلة القائمة، وليست حول منسوب الحقوق المدنية، حسب مقولة “تعالوا نتفاهم”، كم سيعطوننا بدل المليون مليون و200 ألف وبدل العشرة عشرين، فطبيعي أننا نناضل من اجل حقوقنا ومن أجل المساواة، ومن أجل أن نعيش حياة كريمة في وطننا. ولكن هذه الدولة تحاربنا على أساس وجودنا، وما قاله أحد القادة الصهاينة في العام 1952، بأنهم لم يتوقعوا بقاء عرب في هذه البلاد، أو أن بقاء العرب كان خطأ في المشروع الصهيوني، فهذا الفكر ما زال يعشش في المؤسسة الحاكمة. فمشكلتهم ليست شكلنا ووجهة صلاتنا، بل مشكلتهم الاساسية هي مع وجودنا. وعلى هذا الأساس تصدر دعواتنا للوحدة، وحدة شعبية وحدة وطنية، وحدة حول الحقوق المدنية، ووحدة حول الحقوق القومية، وكل هذه الأمور يجب ان تشكل أساسا متينا لمعركتنا التي نخوضها.
وقال رئيس بلدية شفاعمرو أمين عنبتاوي، في كلمته، إن الكلام يعجز أمام هذه الجريمة النكراء، ونحن لا يمكن أن ننسى هزار ودينا وميشيل ونادر، وقال، إنهم الرقم الأول، الرقم الصعب، لأنهم دفعوا ثمنا لا أسمى ولا أغلى ولا أنبل، فهم لم يسجلوا نقطة في المدينة، بل صنعوا تاريخا فيها.
وقال عنبتاوي، إننا نتعهد، وهذا واجبنا، بأن نعرف كيف ننقل الرواية الى الأبناء والأحفاد. واضاف قائلا الى أهالي الشهداء، نحن نحاول أن نخفف قليلا من هذا الحمل الكبير الذي تحملونه، وقلوبنا معكم. كما حيا شبان المدينة الذين قبعوا في السجون، بعد أن تحولوا من ضحية الى جناة، وقال إنهم ايضا يحملون الكثير من تلك الجريمة النكراء.