قراءة في رواية:"هل تسمح لي أن أحبك؟"
تاريخ النشر: 20/11/13 | 9:43"الحُبّ لا يُتقن فن قرع أبواب القلب على استحياء، أو الوقوف على أعتابه وقفة استئذانٍ مُترقِّب. يقود مركبته العمياء بطيشٍ حيثما يشاء، دون رخصة سواقة، أو أوراق إثبات هويَّة، أو حتّى شهادة ميلاد. ماسّاً بعصاه السّحريَّة أرض الرُّوح الرَّاكدة ليوقظ دهشتها غير عابئ بتاريخ الجدب، أو حاضر الخراب. يخطفكَ فجأةً قبل أن تلتقط أنفاسَك؛ موقدًا مهرجانات الفرح المُموسقة في الشَّرايين بلا موعد، وماحيًا؛ بضربةٍ واحدة؛ كُلّ ما كان من ألمٍ سبق التّقويم الذي بدأ تاريخه بأولى ساعات احتلاله إيَّاك، وإضرام النَّار في خريطة الأحاسيس التي تبين الحدود الفاصلة بين شكّك ويقينك؛ وواقعك وأحلامك".
بهذا استهلت السعودية "زينب البحراني" إصدارها الأدبي الرابع الذي بزغ هذه المرة في صورة رواية صدرت برعاية "مؤسسة الدوسري للثقافة والإبداع" في البحرين، على امتداد 124 صفحة من الحجم الصغير، في غلاف رومانسي رسم لوحته الفنان "هاني حجاج"، وصممه الفنان "مصطفى الجزار".
يسمع القارئ بقلبه تفاصيل الرواية من بطلتها "سلوى" التي تعاني كثيرًا من عجزها عن إعلان حبها للبطل "يوسف" بسبب مخاوفها الداخلية التي كرستها تربيتها المجتمعية العربية، وظروفها الشخصية، وشعورها أن هجرته الطويلة إلى أوروبا جعلته أقوى وأذكى منها.
ثم تتوالى الأحداث مبرزة صراع سلوى مع ذاتها والتطورات السريعة لشخصيتها التي أحدث الحب في صميمها انقلابات عديدة وحولها إلى صاحبة فكر ورأي وقرار وروح ثائرة متمردة على سلبية واقعها بعد أن كانت مستسلمة منقادة للظروف التي تحرك حياتها كيفما اتفق. كل هذا في إطار رومانسي مُجتمعي مغلف بلغة سهلة شهية.
اختارت الروائية أن تُقدّم لإصدارها بنفسها تحت عنوان: "قبل البداية" مقدمة كان من سطورها:"معظم الأدباء العرب يحملون على كواهل قلوبهم أقلاما مثخنة بالأحزان، وأصحاب الأقلام المثخنة بالأحزان لا يهمهم إنجاز نصوص "عبقرية"، أو أعمالاً "لا يشق لها غبار" في عالم الأدب الروائي، بل كل ما يعنيهم هو إطلاق سراح بعض أحلامهم الصغيرة على الورق ليستريحوا من عبء تضخمها في صدورهم، محولينها بلغتهم البنفسجية الشهية إلى عواطف قادرة على إسعاد قرائها وملء أرواحهم بأحاسيس لذيذة لا يفهمها المعقدين نفسيًا ولا المتربصين للهجوم".
وختمتها بقولها:"هذه الرواية مجرد كلام في الحُب الذي فقدناه وفقدنا أنفسنا بفقده، مجرد حكاية يستطيع أن يفهمها القارئ البسيط الذي أعتبره صديقي الحقيقي، ورهاني الأكبر".
تجدر الإشارة إلى أن الروائية قد أهدت روايتها إهداءً عامًا إلى قصيدة: "هل تسمحين لي أن أحبك؟" للشاعر "نزار قباني"، وإهداءً خاصًا لصديقتها "سارة بنت شكري السنان" من السعودية.