فجر التقى
تاريخ النشر: 08/08/16 | 10:28محزونَةُ القلبِ في عينيكِ يغترِبُ شوقٌ وَيَشقى على أعتابِكِ التّعَبُ
أضناكِ صدٌّ منَ الأهلينَ فارتَحَلت عيونُ فجرِكِ، ما ضاقت بها الحِقَبُ!
قُدساهُ يا وَجَعَ التاريخِ يا لُغَةً ما أنصَفَ الشِّعرُ رايَتَها ولا الخُطَبُ
أنتِ الشُّموخُ وفي عينيكِ لي أثَرٌ أبقى انتظارَكِ للوجدانِ ينتَصِبُ
والرّيحُ تعزِفُ في اللّيلاتِ بعضَ صدى صوتِ اصطِبارِكِ والأركانُ تُغتَصَبُ
قدساهُ صوتُكِ يُشعِلُني وقد سَكَتَت عنكِ المواجِعُ، والأشواقُ تضطَرِبُ
أنتِ ازدِحامُ الرّؤى في الروحِ نابِضَةً والوعدُ يَحيا بنا، ما شَفَّهُ الوَصَبُ
عيناكِ هذا المدى المسفوحِ في دَمِنا نُسقاهُ، يصحو بنا الإحساسُ والغَضَبُ
يا ليلُ طالَ النّوى عن صَدرِها فَهَفَت روحي لمَبسَمها، ودونَنا حُجَبُ
هل تَنطَوي الرّوحُ في آلامها جَزَعًا ويخجَلُ الدّمعُ، والوجدانُ ينسَكِبُ؟
قُدساهُ يا صرخَةَ الإيمانِ تنزِفُنا صبرًا على غَدِنا إذ باتَ يقتَرِبُ
قدسي على شَفَةِ الأزمانِ تَكتُبُنا فجرَ اليَقينِ فلا رَسمٌ ولا لَقَبُ
يعودُ بالخيرِ أركانًا يَعُزُّ بها الحقُّ بُنيَتُها والرّوحُ والعَصَبُ
فجرًا يتيهُ على الدّنيا بغُرَّتِهِ لها يهونُ السُّرى، وينحني الأرَبُ
والرّوحُ مترَعَةُ الأشواقِ يَجذِبُها وعدُ السّماءِ بشوقِ الوَصلِ يَختَضِبُ
ما راعها صَفوَةُ الأرواحِ ما شَهِدَت من قاحِلِ الحالِ ما لجَّت بِهِ النُوَبُ
بغدادُ تُسقى زعافَ الحالِ إذ نَفَرَت وهي الأصيلَةُ أن يَحظى بها الكَلِبُ
والشّامُ بنتُ العلا تشقى بساكنها بكاذِبِ القولِ مَن أفعالُهُ رِيَبُ
صاحت وصوتُ الحنايا نبضُ عاشِقَةٍ يغتالُني الصّمتُ، أهلي بأسُهُم لَعِبُ
يجتاحُ جرحُكِ يا أختاهُ خاصِرَتي نزفي لروحِك بالأشواقِ ينتَسِبُ
يستقطِرُ الوجدُ أحزاني فينطِقُني لن يبرُدَ الشوقُ في عينيكِ يا حلبُ
تبقينَ مترعَةَ الأمجادِ يا فرسًا ما طالت الريحُ غُرَّتها ولا السُّحُبُ
ولا توارى بريقُ المجدِ عن لُغَةٍ كم شعَّ من روحِها: الإبداعُ والأدَبُ
يا شامُ! ماذا يقولُ الجرحُ مُذ نُهِبَت بغدادُ إذ غالَها التّدجيلُ والكَذِبُ؟
اللّيلُ أفقُ الألى أحلامُهم مَرَضٌ وفي مناهِجِهِم يَستَفحِلُ العَطَبُ
يا شامَنا ارتقبي فالقدسُ مُرتَقِب فجرَ التُّقاةِ فلا فُرسٌ ولا عَرَبُ
صالح احمد كناعنه