على هامش معرض كفرقرع للفنون: الفن كواقع بديل لواقع مرفوض

على هامش المعرض الدولي الاول للفنون، كفر قرع والندوة حول "الفن والمجتمع" ومن مداخلتي (مزيدة ومسهبة) وفي التطرق لمنحوتة "الانسلاخ" للفنانة ديانا صالح ابنة الجولان السوري المحتل، وهي عبارة عن منحوتة خشبية تمثّل امرأة تخرج من إطارها الذي اقّتُصّت منه، المرأة يمثلها الجزء الإيجابي من العمل تتقدّم عن "إطارها" السالب خطوة في دلالة على إرادة الخروج عن مألوف الواقع ومن أسرِهِ، وقد يكون هذا الواقع الاحتلالَ بأي شكلٍ يتّخذه، الخروج إلى حرية التَّشَكُّل الحقيقي بدون معوقات أو عراقيل، وفي الاسم "الانسلاخ" تتجلى روح التصدي لهذا الجمود المجتمعي وليست مصادفة أن تختار ديانا أنثى لِتُمثّل تمردها وثورتها لأنها هي الواقعة تحت أكثر من احتلال، فغير سلب الهوية ومحاولة اغتصاب الانتماء تقع فوق كاهل الأنثى، في مجتمعاتنا، احتلالات أخرى، تمثلها ذكورية الحالة واستبداد العادة وعسف المتوارث.

ديانا لا تطالب بغير حريتها كامرأة، لتمارس كرامة الإنسان كما تليق به، وهل الحريّة شيء قليل ؟

بوركتِ أيتها الفنانة ديانا صالح..هكذا يكون الفن ابن واقعه ثائراً على ما كان منه سالباً، هادفاً إلى تغييره.

لقد أجدّتِ في الاختيار، "التَّصَوُّر والتَصوير" فكانت منحوتتك عملاً فنياً راقياً، بنظري، وباستخدام القليل من العناصر "الخشب" والخشبُ في المتوارث الحضاري الصيني العريق (الشجرة) هو العنصر الخامس الذي يتركب منه الكون والنفس البشرية مع التراب والماء والهواء والنار، ومن ميزاته انه يربط بين الأرض والسماء، جذوره في التراب وذراهُ في الأعالي.