محاضرة للنائب الطيبي بكلية سبير بالجنوب

تاريخ النشر: 21/11/13 | 5:22

ألقى النائب أحمد الطيبي، رئيس الحركة العربية للتغيير، محاضرة في كلية سابير، تلبية للدعوة التي تلقاها للمشاركة في مؤتمر سدروت حول القضايا الاقتصادية الاجتماعية والسياسية، وذلك بحضور مئات المشاركين وطلاب الكلية، ولقد كان حضور الطلاب العرب لافتاً ومشرفاً ولا سيما الطالبات حيث عبّر الطيبي عن شعوره بالفخر والاعتزاز بهذه النخبة من الطلاب العرب الرائعين والمتميزين.

وافتتح الطيبي محاضرته موجهاً انتقاده للمحاضر الذي سبقه، وهو رئيس مديرية الطرقات في وزارة المواصلات، والذي تحدث عن أهمية القطار الذي سيمر عبر البلدات عراد يروحام كريات شمونه كفار يهشواع.. ألا توجد بلدات عربية في هذه الدولة؟! ليس صدفة أنه نسي البلدات العربية.. لا تصغون الى المواطنين العرب..، تتطرقون للعرب كأنهم ضيوف في هذه البلاد. سكان ثانويون.. واشخاص يمكن أن يتدبروا أمرهم حتى في شارع غير مزفّت.. أما القطارات وشارع سريع ومتطور فليس لهم. حتى رئيس الحكومة الذي خطب مرتين في الكنيست مؤخراً تحدث عن تطوير الجنوب وتحويل بئر السبع إلى عاصمة تكنولوجيا الحوسبة الحديثة وذكر عدة بلدات بدون أي واحدة منها عربية.. فكم بالحري موظف في وزارة المواصلات! إنها سياسية إقصاء نعاني منها، ونحن نطالب بشراكة مدنية كاملة وليست بالإكراه.. نرفض ظلم الأغلبية تجاه الأقلية.. من حقنا مواطنة كاملة وليست جزئية.

وتطرق د. الطيبي لموضوع توظيف العرب قائلاً: ترأست لجنة التحقيق البرلمانية لدمج العرب في القطاع العام، وبينما يشكّل المواطنون العرب 20% من السكان، فإن نسبتهم في القطاع العام لا تتعدى 7.8%، أي لا تصل الى نسبة 10% التي حددتها الحكومة ولا يوجد عرب في الدرجات الثلاث العليا في السلم الوظيفي. وتوجد شركات ينعدم فيها وجود العرب بتاتاً، وبالإضافة الى الإقصاء من سوق العمل يتم اقتراح قانون تفضيل الذين خدموا في الجيش للوظائف في سوق العمل وهو قانون غير دستوري، إذا تم تمرير هذا القانون لعضو الكنيست يريف لفين فإننا سنتوجه الى منظمة OECD لفرض عقوبات على اسرائيل لأنه قانون مميز ضد العرب ويقصي العرب من سوق العمل على خلفية قومية مما يخالف لأنظمة OECD. التمييز ضد العرب قائم في كل مجال.. في العمل.. في مساكن الطلبة.. لا يوجد أي مجال يتساوى فيه العرب واليهود ما عدا "الصوت الواحد في الانتخابات".

عندئذ علت مداخلات من قبل الجمهور ولا سيما اليهود حيث قالوا: نحن نخدم في الجيش ونمنح ثلاث سنوات من حياتنا للدولة والعرب لا يقدمون شيئاً.

فردّ عليهم الطيبي: الشاب العربي يبدأ حياته متخلفاً عن الشاب اليهودي بعشر مرات، نحن نرفض الخدمة العسكرية وبدائلها من ناحية أيديولوجية، بالإضافة الى أن الفجوة بين العرب واليهود تبدأ حتى قبل أن نولد.. وضع الأم الحامل اليهودية أفضل من العربية من ناحية الخدمات الصحية، ثم التمييز في الروضات.. نوعية المدارس.. الميزانيات للطفل.. البنية التحتية وأماكن العمل.. اما بالنسبة لتوظيف النساء، فإن المرأة العربية تريد أن تعمل ولكن لا توجد أماكن عمل في المجتمع العربي ولا مواصلات عامة ولا أطر كافية للأولاد.. ثم تأتي الجامعات لتضع تمييزاً إضافياً تجاه العرب بتحديد سن التعليم فوق 21 عاماً للعديد ولأهم المواضيع الدراسية، في حين لا يسري ذلك على اليهود الذي يقررون الدراسة قبل أداء الخدمة العسكرية.

فتوالت الصيحات من قبل الجمهور خاصة اليمين قائلين: نحن نسمح لكم بأن تشتغلوا في مستشفياتنا وفي صيدلياتنا.

فردّ عليهم الطيبي مستهزئاً: يا له من كرم! انكم لا تفهمون مبدأ الديمقراطية والمساواة. ان الطبيب العربي والصيدلي العربي هم الذين يقدمون لكم معروفاً بأنهم يشتغلون في المستشفيات لأنهم أفضل وأمهر الأطباء. وعندما يصل المريض اليهودي الى المستشفى ويجري له جراح عربي العملية الجراحية فإنه يشق بطنه ويعالجه ويغلقها.. ولكن عندما يصل نفس هذا الطبيب الى المطار للسفر فإنه يتلقى معاملة عنصرية لأنه عربي.. بمنظور اجهزة الأمن في المطار فإن كل عربي هو إرهابي إلى أن يُثبت عكس ذلك! تخيلوا معاملة كهذه تجاهكم في فرنسا او ايطاليا او ألمانيا لأقمتم الدنيا ضد اللاسامية.. وحتى المحكمة العليا سمحت بهذا التمييز الجماعي ويتعرض كل عربي ومن يرافق مسافراً عربياً للإهانة والإذلال، ولو كان اسمه يشبه اسماً عربياً

فصاح أحد الحضور: غيّر اسمك!

فأجابه الطيبي: اسمي أحمد ولن أغير أسمي.. تماماً كما هذه الفتاة (مشيراً إلى إحدى الطالبات المحجبات) لن تغير لباسها المحجب، من المفروض أن تحترموا ديننا وثقافتنا، أنا أحترم لباسها، وأنا أحترم ثقافتها، وأنا أحترم ثقافتكم، وأطلب أن يكون التعامل متبادلاً، لا يمكن التعامل مع كل امرأة عربية محجبة – والحجاب هو اللباس التقليدي في ديننا – على أنها إرهابية محتملة، وليس فقط في المطار وإنما في المجمعات التجارية وكل مكان.

وسُمعت مداخلات أخرى من الجمهور اليهودي بأن دعوة الطيبي للمشاركة في المؤتمر ووجوده في الكنيست هو مؤشر للمساواة فقال: لديكم مفهوم خاطئ عن مبدأ المساواة.. أنتم لا تسدون لي معروفاً بأنني هنا أو في الكنيست، أنا أمثّل الجمهور العربي الذي انتخبني، وبإسم الجمهور العربي أطالب بالمساواة في الميزانيات. كفاكم هذا التوجّه الفوقي المتعالي، اشعروا مع ضائقة الجمهور العربي وتعاملوا مع المواطن العربي بالمساواة. ففي قوانين اسرائيل لا يوجد أي ذكر للمساواة وحتى القوانين التي أقترحها مراراً للمساواة في الأرض بين المواطنين يتم إسقاطها من قبل الحكومة.

ثم تطرق الطيبي إلى يهودية الدولة قائلاً: تريدون تعريف إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية، مع العلم بأن غالبية الكنيست الحالية لو تم تخيير أعضائها لفضلوا إبقاء تعريف يهودية ومحو كلمة ديمقراطية. يوجد تناقض بين التعريفين، الديمقراطية تعني أن يكون جميع المواطنين متساوين، واليهودية تخرج من نقطة إنطلاق بأن "موشيه" اليهودي أفضل من "أحمد" العربي، وهذا بحد ذاته تناقض. والتمييز ضد العربي وارد حتى وهو ميت، وجرائم القتل كالتي حدثت في أم الفحم بقتل اب وابنيه لم تحظَ بتغطية في الإعلام العبري، ولو كانت في بلدة يهودية لتم إرسال عربة بث وتغطية الحادث من مختلف جوانبه.

اذن هي دولة ديمقراطية تجاه اليهود ويهودية تجاه العرب.

كما تطرق الطيبي الى مخطط برافر قائلاً: مخطط يريد طرد 70،000 مواطن عربي من أرضه، بينما تتم إقامة بلدتين جديدتين على أراض عربية تم سلبها من أصحابها، ولم يتم بناء أي بلدة او مدينة عربية في الجليل والمثلث منذ عام 48. انها سياسية ايديولوجية، حتى راهط لا تفي بمواصفات البلدة الحديثة بالبنية التحتية والتعليم والمنشآت والمناطق الصناعية، والطيبة يتم خنقها بالخارطة الهيكلية.

وتابع الطيبي: في الاكاديميا نسبة المحاضرين العرب 2.1% فقط، يتم رفضهم هنا بينما يبدعون في جامعات العالم، نريد إزالة المعوقات، نطالب بالمساواة والقضاء على العنصرية والإقصاء.

ومن خلال أسئلة الجمهور حول عمل الطيبي في الكنيست وبأنه يركز على القضايا السياسية على حساب القضايا المدنية أجاب: 80% من عملي البرلماني هو لمواضيع وقضايا مدنية حياتية للمواطنين العرب، لكن الإعلام العبري لا يغطيها، مررت قوانين تخدم جميع المواطنين في البلاد عرباً ويهوداً، ولكن هذا لا يمنع من التطرق والعمل على الصراع السياسي، لماذا يُسمح لنائب اليهودي مثل شتاينتس ان يتطرق له ونحن لا ؟

وعندما سأله الجمهور عن خطاب الشهيد الذي ألقاه في يوم الشهيد الفلسطيني قال الطيبي: شهداء كفر قاسم هل تعرفون شيئا عن تلك المجزرة.. شهداء هبة الأقصى.. شهداء عرابة وسخنين.. نعم أحني رأسي احتراماً لهم وتباً للذين قتلوهم.

ورداً على سؤال حول تنشئة جيل فلسطيني يكره اسرائيل من خلال جهاز التعليم قال الطيبي: اجرت الباحثة سمادار بيلد بحثاً بيّنت فيه التمييز والآراء المسبقة في جهاز التعليم الاسرائيلي تجاه العرب.. وماذا تتوقعون من الطفل في رام الله والخليل ونابلس؟ اعطوني سبباً واحداً لكي يحبكم هذا الطفل الذي يرى الحواجز ويعيش الاحتلال! لا يوجد اي شعب يرزح تحت الاحتلال ويحب الشعب الذي يحتله!

ثم التقى النائب الطيبي بعد المحاضرة مجموعة من الطلاب العرب برفقة مساعده البرلماني أحمد مهنا، واطلعوا على قضاياهم واحتياجاتهم لمتابعة العناية بها من خلال المكتب البرلماني للنائب أحمد الطيبي ولجنة الطلاب في الحركة العربية للتغيير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة