عجوز الثورة: الوحيدة المتبقية من اسرة عرفات
تاريخ النشر: 21/11/13 | 23:22رحل الرئيس الفلسطيني ابو عمار شهيدا مخلفا ورائه ذكرياته لتحملها الاجيال القادمة، التي ما زالت تتردد في كل بيت وخاصة في ذكرى استشهاده.
وفي بيت متواضع خالي من أي مظهر من مظاهر الترف والرفاهية يقع وسط مدينة غزة، تقطن الحاجة خديجة عرفات الشقيقة الوحيدة للشهيد ياسر عرفات التي ما زالت على قيد الحياة.
تتنقل وحيدة في بيتها بين عدد كبير من كراسي الضيافة تستقبل فيها زوارها في ذكرى استشهاد ابو عمار، ومجموعة اخرى لصوره بكافة الاحجام داخل زوايا المنزل.
الحاجة خديجة التي يعج منزلها بالزوار والصحفيين في ذكرى استشهاد شقيقها، تألمت لإحياء ذكرى شقيقها في هذا اليوم وزيارتها من المواطنين في هذا اليوم فقط وثم يهجروها لغاية نفس التاريخ من العام المقبل.
خديجة عرفات والتي اطلقت على نفسها عجوز الثورة تستذكر القليل من لحظات حياتها مع شقيقها الشهيد ياسر عرفات قائلة: "توفيت امي في بداية حياتنا وتركتنا اطفال، ثم قام خالي بتولي تربيتنا وقام بالرحيل من القاهرة الى القدس حيث منازلنا وبيوتنا واراضينا، ثم كبرنا وترعرعنا هناك بين افراد العائلة وعائلة ابو السعود".
وتابعت: "ومنذ ولادة ابو عمار كان يقارع الاحتلال، وحين كان عمره 4 اعوام كان يأخذ اطفال الحارة ويجمعوا الحصى والحجارة من المسجد الاقصى ويسقطوها على رؤوس المصلين اليهود في حائط المبكى، وما زال جميع من عاصر هذه اللحظات من اصدقائه يتذكر هذه اللحظات".
وقالت: "نملك العديد من المنازل والأراضي حتى الان الملاصقة للمسجد الاقصى وحائط المبكى، وما زالت ذكرياتنا تتربع في القدس حيث يتواجد بقية اسرتنا هناك واقاربنا".
وتخرج ابو عمار من تخصص الهندسة في جامعة القاهرة وتخرج ايضا من الجامعة الامريكية بالقاهرة، وحصل على مجال عمل في الكويت في منصب عالي، لكنه ترك المناصب التي تولاها وتوجه لتشكيل خلايا فلسطينية لتحرير فلسطين، وانضم معه العديد من الشبان الذين هم الان بمناصب قيادية في السلطة الفلسطينية ". على حد قولها
وأضافت: "اتمنى من الشعب الفلسطيني ان يكون يد واحدة، فمثلما ترك ابو عمار عمله ومناصب لأجل تغليب المصلحة الفلسطينية وتحرير بلادنا، يتوجب ايضا على الشعب الفلسطيني ان يحب بعضه البعض ويعمل لما فيه الخير للنهوض بالقضية الفلسطينية وتلبية نداء الوطن وتغليب المصلحة الوطنية".
وما زالت تحتفظ في منزلها بكافة مقتنياتها الشخصية وبعض الهدايا من شقيقها ابو عمار، وتتحدث باللهجة المصرية بطلاقة ولباقة، ويصب محور حديثها على تغليب المصلحة الفلسطينية وان يحب الشعب بعضه البعض، والابتعاد عن الحزبية والفئوية والمصالح الشخصية.
وتستذكر الحاجة خديجة لحظات لقائها بالشهيد ابو عمار في منزله على شاطئ بحر غزة قائلة: "كنت اتردد عليه في منزله على شاطئ البحر حين تواجده فيه، ونمت عنده كثيرا وكان حديثنا يدور عن هموم الشعب ومشاكله، واحاول التخفيف عنه والوقوف الى جانبه".
وأكدت خديجة عرفات ان قاتل شقيقها هم الاسرائيليين دون ادنى شك في ذلك، وطالبت القيادة الفلسطينية بالسير على خطى الشهيد ابو عمار.
وترأس الحاجة خديجة جمعية خيرية لتقديم الخدمات للشعب الفلسطيني منذ قدومها الى غزة حتى الان، حيث اقامت فترة طويلة في القاهرة ثم استقرت في غزة.
وتمشي الحاجة خديجة يوميا في شوارع غزة القريبة من منزلها، وتجلس مع صديقاتها القاطنات بالقرب من منزلها والتي لهن معها ذكريات منذ قدومها من مصر الى غزة.
وشاءت الأقدار أن يغيب الرئيس ياسر عرفات قبل تسع سنوات في ظروف معقدة كان يمر بها الوضع الفلسطيني، وذلك مع معرفتنا أن الوضع الفلسطيني كان دائماً وضعاً معقداً. ولكنه غاب والوضع الفلسطيني معلقا، لم يستكمل وجوده كدولة ولم يعد ثورة، وضع معلق في فترة انتقالية.
وكان بالأمس ذكرى استشهاد الشهيد ياسر عرفات، التاريخ الذي من الصعب ان يمر دون احياء هذه الذكرى في جميع المدن الفلسطينية.
وما زال ملف الشهيد ياسر عرفات معقدا حتى اليوم، حيث تدور الشبهات الاساسية في مقتله حول اسرائيل في دس مواد سامة في طعامه اثناء حصاره في مقره في المقاطعة برام الله.
الله يرحمه