أهمية الانتماء والمواطنة في تربية النشء
تاريخ النشر: 07/07/11 | 8:49بقلم عدنان العلي الحسن
المواطَنة هي منظومة من القيم والاتجاهات التي تجعل الفرد يتحمل المسؤولية ويقدر قيمة العمل لخدمة المجتمع، ويتمثل قيم الولاء للمجتمع والانتماء إليه والاعتزاز به، ويمارس السلوك الديمقراطي داخل المؤسسات المعنية بتنشئة الفرد، ويمتلك روح التطوع والمشاركة والممارسة الفعلية التي تمكن الأفراد والجماعات من الفعل القائم على الإقناع، والعمل التشريعي، والإدارة البيئية، ويساهم في اتخاذ قرارات مناسبة بشأن استراتيجيات الممارسة المتعلقة بقضايا معينة ومتطلبات معالجتها.
وتبرز اليوم أهمية الوطنية والمواطنة من أجل الحفاظ على الهوية الخاصة بكل مجتمع في ظل ما يتهددها من أخطار العولمة ومؤسساتها، وهذا لا يعني أن الحل يكمن في الانكفاء على الذات والابتعاد عن العالم الذي أصبح قرية صغيرة، وإنما في إكساب المناعة لكل فرد من خلال تربيته تربية وطنية تركز على تزويده بالمعارف والقيم والمبادئ والمهارات التي يستطيع بها التفاعل مع العالم المعاصر دون أن يؤثر ذلك على شخصيته الوطنية.
وتعتبر مرحلة الطفولة من أهم المراحل لغرس المفاهيم والمعارف والقيم ، وذلك لأن ترسيخها في مرحلة الطفولة، وتنشئة الطفل عليها يجعلها عنصراً مكوناً لشخصيته.
وفي ظروف الانفتاح بكل أنواعه فُرض على الكثير من دول العالم تحديات كبيرة استدعت ضرورة إعادة النظر في أساليب وطرق تربية الأبناء وتوجيههم الوجهة الصحيحة . فتربية أبنائنا التلاميذ أثناء وجودهم في المدرسة يكون لها مردود ملموس في تنمية حبهم لبلدهم.
إنّ التربيةمن اجل الانتماء للبلد لا تقتصر في تحقيقها على مقرر من المقررات الدراسية، بل يجب أن تكون حاضرة في جميع المواد، وفي كل الأوقات، وضمن كل نشاط داخل المدرسة أو خارج أوقات الدوام. كما أنّ تربية الأطفال على حب البلد والانتماء والولاء له ترمي إلى تحقيق أهداف نبيلة تصبّ في المصلحة العامة، فمنها الاعتزاز بالانتماء ، والإيمان بالأخوة الإنسانية القائمة على الحق والعدل والمساواة.
ونحن، كمعلمين ومرشدين اجتماعيين، لنا الدور الأهم في تنمية روح المواطنة وحب البلد من خلال:
1- تفّهم طبيعة مراحل نمو الأطفال باعتبارهم خامة قابلة للإرشاد والتوجيه والصياغة والتشكيل.
2- عمل لقاءات حوارية مع الأطفال، وبين الأطفال أنفسهم، وإفساح المجال للتعبير عمّا يجول في خاطرهم.
3- غرس وتنمية روح الإبداع والابتكار لدى التلاميذ وتنمية قدراتهم على الإسهام في صنع درجات الصعود إلى المستقبل.
4- إكساب التلاميذ مهارات التفكير الإبداعي والنقد البناء.
5- تفعيل برامج القيادات الواعدة والمثابرة.
6- استثمار كافة المنابر المدرسية التربوية (الاصطفاف الصباحي مثلاً).
7- التشجيع على المشاركة في الاحتفالات الاجتماعية.
8- تنويع أساليب التوجيه والإرشاد بحيث تشمل البرامج التدريبية والزيارات الميدانية وندوات التوعية وورش العصف الذهني.
فلنقدم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة.. ولنعمل من أجل بلدنا
[…] في هذا السياق:أهمية الانتماء والمواطنة في تربية النشء […]