الزقاق.. عشقه الأول

تاريخ النشر: 10/08/16 | 12:41

لم يرد الابتعاد عن زقاق عاش فيه طفولته، ولعب فيه هو وصديقاته وأصدقائه لعبة الغماية، وكم أحبّ الخربشة على جدران زقاق حارته التي كثرت فيها الطوابين، فهو عشقه الأول، لكن حينما هم بالرحيل بكل تردد نظر إلى الزقاق وبكى، وقال سأرحل قبل الموت مرغما، لكنني سأرحل قبل أن يأتيني الموت طائرات تقصف جدران الزقاق الهادئ.. كانت رائحة البارود تطغي على رائحة الزقاق حينما وقف في نهاية الزقاق ونظر نظرة أخيرة وقال أعذرني سأرحل قبل الموت، لأن أطفالي جوعى ينتظرون مني خبزا وحليبا، كنت متعطشا للبقاء هنا بين حيطان منازلك المتلاصقة في عشق غير عادي، لكن الموت سيأتي الآن، ولهذا أفضل أن لا أموت، فرحيلي قبل الموت أرغمت عليه، لأنني لا أريد أن أكون السبب في موت أطفالي النائمين على لحم بطونهم تحت أشجار الزيتون، ولهذا سأرحل قبل الموت، لكن رائحة الزقاق تشدني سأتذكر جري فيكَ مع الصبية، حينما كنتُ ولدا شقيا، ونظر مرة أخرى إلى الزقاق وقال في ذاته والدموع تسيل على وجنتية الجافتين، لكنّ وحشتكَ ستظل هاجسا فيّ، فأنتَ عشقي الأول، لكن أعذرني سأرحل قبل أن تراني طائرات الموت..

عطا الله شاهين

Untitled-1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة