ما يسمّى بـ"مستشفى سجن الرملة" البائس عبارة عن عيادة قذرة
تاريخ النشر: 22/11/13 | 8:40"هناك أهمية كبيرة لعقد مثل هذا المؤتمر بهدف تدويل قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال والمطالبة بإطلاق سراحهم وخاصة الأسرى المرضى الذين يعانون الأمرّين، بسجنهم لا لذنب اقترفوه سوى نضالهم المشروع بالتحرر وقيام دولتهم، ومن جهة ثانية يقاسون الإهمال الطبي المقصود وحياتهم المهددة بالموت في كل لحظة".
هذا ما قاله النائب د. عفو إغبارية في المؤتمر الإعلامي الذي عقد أمس الخميس في بلدية البيرة في رام الله بدعوة من وزارة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، تحت عنوان "لتتكاتف الجهود والفعاليات لتحرير الأسرى المرضى وإنقاذ حياتهم، وشارك في تغطية المؤتمر عدد من وسائل الإعلام العربية المرئية والمسموعة والمكتوبة.
افتتح المؤتمر من وزارة شؤون الأسرى الاستاذ حسن عبد ربه، وألقى وزير شؤون الأسرى عيسى قراقع كلمة تطرق فيها لأوضاع الأسرى الصحية الخطيرة وقال، أن إسرائيل تمارس الإرهاب والجريمة المنظّمة بحق الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وفي كل لحظة قد يستشهد أي أسير مريض بسبب الاهمال الطبي والتقصير المتعمَّد في علاجه.
وفي كلمته قال النائب إغبارية أنه قام بزيارة عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين المرضى في سجون الاحتلال، وبكوني طبيب وفلسطيني وإنسان، من الصعب عليّ استيعاب حجم معاناة أسرانا المرضى بسبب عدم تقديم العلاج الطبي المناسب لهم.
وأعطى إغبارية في كلمته نماذج من بعض زياراته للأسرى المرضى وقال: " زرتُ الأسير نور جابر الذي يعاني من ورم في رجله، وقد أُجرِيَتْ له عملية جراحية غير لازمة في مستشفى السجن، وكان طبيب المستشفى قد أوصى بقطع رجله ولكن بعد تدخّلي منعت إجراء العملية واليوم حالة رجله ممتازة.
وزرتُ أيضا الأسير محمد التاج في مستشفى سجن الرملة وأستطيع القول أنني لم أشاهد مستشفى في هذا اليوم، بل عيادة قذرة تفتقر لأبسط القواعد والأسس الطبية، تفتقر للأطباء الاختصاصيين والمعدّات والأدوية. وعند لقائي مع التاج تعمَّدتُ الحديث بنبرة عالية وشديدة وحذّرتُ طبيب العيادة بأن الأسير التاج ممكن أن يموتُ قريبًا بسبب تليُّف الرئة ويجب نقله لمستشفى خارجي ومساعدته من أجل زراعة رئة له، وقلت أن إدارة السجن تتحمل مسؤولية ما ينتج من مضاعافات في حالته، وبعد أسبوع من زيارتي له تمّ إطلاق سراحه وزرته مرة أخرى في مستشفى رام الله.
وزرتُ أيضا الأسير البطل المضرب عن الطعام خضر عدنان لمرتين في مستشفى صفد، وحذّرتُ المؤسسات الحكومية الطبية والأمنية، بأن عدنان ممكن أن يصل بعد ثلاثة أيام إلى مرحلة اللاعودة لحالته الصحية الطبيعية وممكن أن يفقد حياته، بعد ذلك مباشرة عقدت الاتفاقية مع نيابة الاحتلال وتوقّف الإضراب عن الطعام وأطلق سراحه فيما بعد.
وأشاد النائب إغبارية بصمود الأسرى الفلسطينيين البواسل في السجون الاسرائيلية، وقال أن هؤلاء الأسرى يسطّرون صفحة ناصعة في نضال الشعب الفلسطيني نحو التحرر والحرية والاستقلال، وأكد أنه ورفاقه في كتلة الجبهة سيواصلون زيارة الأسرى وخاصة المرضى الذين يحتاجون إلى المساعدة الطبية والصحية وتلقي العلاج الصحيح، ووعد بالتحقيق فيما يسمّى بـ"مستشفى سجن الرملة" البائس وطرح الموضوع على بساط الكنيست.
وألقى كل من الناشطة في شؤون الأسرى المحامية عبير بكر، وسكرتير الرابطة العربية للأسرى المحررين ايمن الحاج، وحلمي الأعرج الكلمات التي تؤكد حق الأسرى المرضى في تلقي الرعاية الطبية في سجون الاحتلال بحسب ما تتيحه المواثيق والقوانين الدولية لحقوق الانسان والأسير.
وفي نهاية المؤتمر ألقى عدد من أهالي الأسرى مداخلات مؤثِّرة جدا عن معاناتهم ومعاناة فلذات أكبادهم في السجون، وحثّوا الرأي العام العالمي لمساندتهم من أجل إنقاذ أبنائهم الأسرى وبناتهم الأسيرات.