تلك المرأة الغجرية تشتاقُ لدفءِ حبيبها

تاريخ النشر: 13/08/16 | 14:29

لمْ يعدْ في قلبِ تلك المرأة الغجرية الحزينة أي حيّز لدفءٍ، فالليالي الباردة تسرقُ مِنها كُلّ مظهرٍ للحياةِ في مشهدٍ مؤلم منذ أنْ أمستْ فجأة بلا حبيبها، فهي تظل ترتعش تحت لحافها الرثّ، وتظلّ تتمتمُ في ذاتها كمْ أشتاق الآن لدفئكَ.
تظلّ تلك المرأة الغجرية السّاحرة العينين تتململ على أرضٍ باردة، ولا تحلمُ إلّا في حبيبها الذي رحلَ فجأة.. لقد كانَ يغمرُها بحُبِّه، لكنّها الآن تفترشُ الأرضَ، وتتغطّى تَحْتَ لحافٍ رثّ لكن قيه ذكريات جميلة، وتتوقُ لذاك الدّفء الذي كانَ يأتيها مِنْ أنفاسِ حبيبها في كل ليلة..
فما زالَ رأسُها منهكاً ومحمّلاً بالحزْنِ، ولا شيء يفرّحها الآن سوى تلك الذّكريات، التي عاشتها مع رجلٍ أسرّها بحُبّه، فقلبُها الآن مُحطمٌ وحزين، لكنّ الأحلامَ تظلّ تراودها عنْ حُبِّ ماتَ فجأة.. فهي تشتاقُ في كل ليلة لدفءِ حبيبها، وتحلمُ بأنْ يأتيها في كلّ ليلة، لكيْ يحضنَها ويُدفّئ جسدَها المُرتعش.
فعلى تلك الأرضِ الباردة تظلُّ تلك المرأة الغجرية ترتعشُ، وتحلمُ فقط في ذاك الرجل حبيبها الذي رحلَ فجأة من موتٍ لم يكن ينتظره، والذي أحبّ تلك المرأة الغجرية الصّاخبة حينما التقاها ذات مساء بينما كانت ترقص في ساحة المدينة، وانجذبَ صوب عينيها السّاحرتيْن وظلّ يعشقها حتى ماتَ .. فتلك المرأة الغجرية تحاولُ في كل ليلةٍ أنْ تغفو ولو لبعضِ الوقت، إلا أنَّ حُزْنَها وأرقَها يظلّان يوقظانها، وحينما تغفو تتمنى أن ترى حبيبها في الحُلْمِ، ولكنّها تبقى تَحْتَ اللحافِ الرّثّ ترتعشُ من البرْدِ القارس، وتظلُّ طوال الليل تتمتمُ في ذاتها: لو كانَ الآن حبيبي بجانبي لدفّأني بحُبِّه، فأنا مشتاقة لدفئه، لكنني الآن لا أشعر بأيّ دفءٍ بعدما رحل..

عطا الله شاهين
3talla7shaheen

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة