العالم لا يعي سوى لغة الردع
تاريخ النشر: 12/08/16 | 16:40متابعة الأخبار فى الصحف المصرية دائرة فى محور حلقة مغلقة حول نفس المنوال المتداول من آن لأخر مع إختلاف تواريخ اليوم ومواقيت ساعة تسلسل الأخبار . . بداية من مرواغة “الدولار” مع سهو “سد أثيوبيا” . . ونهاية بوقف “توريد قطع غيار طيارة أف ١٦” إلى قرطشة القروض المفروضة قدر وبؤس على المصريين (بلا) نهاية لها بجانب شماعة الملامة على “جماعة الإرهاب” فى “مؤامرة وقف القرض” . . وكأن كل (معارض) لمرض “القروض” أصبح ينتمى إلى هذه “الجماعة” . . فهذا الكاتب الموقع أدناه يشرفه أنه عارض وأوقف (قرض) “الجماعة” برسالتين . . وأرسل “إخطار قانونى” (مفتوح) إلى مديرة صندوق النقد الدولى تحت عنوان”[An Open Notice To The IMF Director To Cease And Desist All Egyptian Corrupt Loans]” . . . . –– والذى عكفت الصحف المصرية عن نشره لوقف هذا القرض لمنع “الحرامية” من نهب مصر . . ثم تبكى مصر بعدين لبنوك أوروبا لتحصيل المال المسروق . . وحين يرفض طلبها . . ترغم على “التصالح” مع “الحرامى” برد فتافيت من الفطيرة لينعم (هو) ليباهى أشكاله كيف نصب وسرق (بلا) سؤال أو عقاب . . لكى يفعل نفس الشئ “اللصوص” أمثاله مرة تلو الأخرى (بدون) سؤال أو عقاب . . أية رسالة تربوية تبعث بها هذه الحكومة الضعيفة إلى أجيال مصر المستقبل على حساب بؤساء أطفال المقابر والعشوائيات ! ! ! . .
. . تضاربت أنباء الصحف مؤخراً عن (الإنتهاء من بناء سد أثيوبيا وتعبئة الخزانات وحجز مياة النيل) . . ثم فاض فيضان النيل العارم الذى وصف بأن جبروته لم يسبق له مثيل من “مائة عام” فأغرق السودان الشقيق ليكذب صحف الطرب والنفاق . . والسؤال البسيط الذى (لا) يجب طرحه هنا . . ما المانع من اللجوء إلى الصديق المعروف الذى يمتلك أقمار صناعية والمشرف على إطلاق “قمر مصر الصناعى” من عنده ليراقب السد . . ويرسل لنا الصور لنرى بأعيننا بدلاً من تأليف وتخاريف قصص الصحف غارقة الوهم . . لأن فيضان النيل فى السودان يعنى شيئين (لا) ثالث لهما . . إما السد قد إنهار . . أو (لم) يكتمل بعد . .
. . الخبر الأخر الأكثر ضرورة الذى يجذب الإنتباه لأهميته كمسألة أمن قومى يستدعى التأمل والحكمة فى التعامل حين تفشل الدبلوماسية التى تترجم فلسفياً على نحو “المسكنة” –– هو “رفض” (الطليان) “توريد قطع غيار طيارة أف ١٦” . . مما إستوجب “مجلس الشعب” لتحرى الأمر لإصدار قرار بشأنه . . بصرف النظر عن نوعية القرار من عدمه أو مفعول تأثيره . . (لا) بد من العودة إلى أصل الفصيل حتى نصيب صميم الهدف . .
. . هل “إيطاليا” (هى) الدولة المصنعة لهذه الطائرة المعروفة بإسم “أف ١٦” أم “أمريكا” . . كيف حصلت مصر على تأمين إستلام أحدث الطائرات مكفولة مع قطع الغيار بشكل دورى (بلا) توقف . . ألم تكن (لعنة) كارثة “كامب ديفيد” . . قدوم قطع الغيار عبر “محطة” (إيطاليا) . . (لا) يعطى لها حق أو سلطة فى التحكم أو إعتراض التوريد تحت أى داعى مهما بلغ أمره . . ولماذا لا تفكك هذه القطع لكى نصنع مثلها بأنفسنا أم أفلسنا الحل؟ . .
. . (دبلوماسية) “مسكنة الضعفاء” (لا) يفهم عليها (طنطنة) “الطليان” –– و(لا) ينطاع لها (عجرفة) “الأمريكان” . . العلاج فى (يد) المتضرر الرئيسى الخاضع تحت وزارة الدفاع –– و(ليس) وزارة الخارجية الغائبة عن البال والحسبان عند أولئك وهؤلاء . .
. . *[إخطار (رسمى) يسلم إلى السفارتين الأمريكية (قبل) الإيطالية ينذر بإغلاق السفارتين مع القنصليات فى الحال (إذا) لم تصل قطع الغيار المطلوبة فى غضون خمسة أيام من تاريخ الإخطار مع غلق جامعة “الجواسيس” الأمريكية وأى منشأة تعليمية إيطالية ومنع سفن الدولتين من المرور عبر قناة السويس المصرية وإعتبار “إتفاقية كامب ديفيد” (لاغية) المفعول]* . . (جملة مفيدة كفيلة أن تزلزل الأرض تحت أقدام القوى العظمى) . .
. . هذه هى لغة (التركيع) التى يدركها أولئك وهؤلاء . . سوف ترى على هرولة . . رئيس أمريكا على الهاتف مع نظيره الإيطالى يأمره بتنفيذ الأمر فى الحال بلا (طنطنة) . . والسبب واضح . . إيطاليا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا واليابان أصبحوا مستعمرات أمريكية بعد الحرب العالمية الثانية . . ومن (لم) يتعلم من درس (٥٦) حين أمر رئيس أمريكا رؤساء وزراء العدوان الثلاثى على مصر بالإنسحاب الفورى (قبل) “دفن الثلاث عواصم المعتدية تحت الأرض” . . يجب له أن يتعلم الآن قبل فوات الآوان . . (لم) يخاطب الزعيم الروسى أحد من “الممثلين” الثلاثة . . بل توجه مباشرة إلى “العقل المدبر” والمخرج الإيقاعى خلف الكواليس الذى فضل البقاء فى الخفاء ليلعب على الجانبين . . وظن الطيبون أنه الذى أصدر الأمر . . و(لم) يفطنوا أنه كان (مبلغ) الأمر لعلمه أن الكلام والأمر “لك يا جارة” . . وما أصدق من فزع رئيس وزراء بريطانيا فى تصريحه الوثائقى حين قال –– “(لم) يعطى لى الوقت لكى أسأله عن كيفية أو فكرة تحديد موعد الإنسحاب سوى تنفيذ الأمر فى الحال . . لأن أمريكا (لا) تملك الدفاع عن أحد فى مثل أمر ونفس الرسالة قد أبلغت إلى الأخرين” . .
. . هذا هو التاريخ الحكم والمعلم الذى لا يكذب ولا يضل عن عقلية أولئك وهؤلاء . . ومازلنا نهوى التوهان فى دبلوماسية مسكنة الضعفاء التى أنستنا القضية الأم فلسطين . . إلى متى سنظل فى ظلام فقر وقهر الضعف فى التعامل مع عالم لا يعرف عواء لغة الضعفاء . . لقد حان الوقت لكى ندرك بحكمة وقوة –– أن –– [العالم لا يعى سوى لغة الردع] [.]
عاصم أبو الخير- مصر