الصلح بين الزوجين
تاريخ النشر: 23/11/16 | 3:59حينما ذكر الله عزَّ وجل موضوع الصلح بين الزوجين قال: ﴿ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ﴾
[ سورة النساء: 128]وحينما ذكر الله عزَّ وجل أن ابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها قال:
﴿ إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً ﴾[سورة النساء: 35 ]
أي أن التوجه في موضوع التحكيم في الزواج توجه نحو المصالحة، لذلك من أفضل الأعمال أن يمكنك الله عزَّ وجل من أن توفِّق بين زوجين، من أن تصلح بين زوجين، أنا أقول الكلام لمن؟ للشباب أو الرجال الذين لهم أخوات متزواجات.
مرة شكا لي أخ فقال لي: كنت أشكو همي لأخ زوجتي، أتكلم له عن طباعها وعن تقصيرها، فقال لي: طلقها، فهذا سكت دهراً ونطق كفراً.. سكت، وسكتْ وسكت وقال له: طلقها وارتح منها، فهل هذا هو الحل؟
فكل واحد له أخوات بنات، ومن الأعمال الجليلة – أنا أقول كلاماً دقيقاً جداً – من الأعمال الجليلة أن يتفقد أخواته البنات، فإذا كان هناك مشكلة بينها وبين زوجها يصلح بينهما، هو المؤهَّل، فهذه أخته وهذا صهره، هو المؤهل أن يصلح بينهما، فهذا الموقف: ما هذا العي؟ لا أريد وجعاً لرأسي، هذا موقف المنافقين، هذا موقف أهل الدنيا، أما المؤمن فيسعى للإصلاح بين الزوجين، ولا سيما إن كانت الزوجة أخته، من باب أولى، فكل إنسان عنده أخوات متزوجات، لماذا الزيارة؟ زرها من حين إلى آخر، تفقد أحوالها اسألها عن زوجها، عن علاقتهم، إن شاء الله تكوني مسرورة وهناك وفاق و مودة؟
ذكر لي أخ قصة لا أنساها له، قال لي: مرة دخلت على أختي فوجدت خصومة بينها وبين زوجها، والخصومة على مبلغ ثلاثمئة ليرة في الشهر والقصة قديمة، فقام هذا الأخ بالتبرع بالمبلغ، فهي تريد مبلغاً من راتبه للكسوة، وهو ليس معه، ودخله لا يكفي للطعام، هي تريد مبلغاً وهو رفض، ويظهر أنهم تصايحا وتلاسنا في وقت دخول هذا الأخ، فأراد حسماً لهذه المشكلة، قال لها: يا أختي هذا المبلغ خذيه مني، فانتهت المشكلة، قال لي: والله في كل شهر أطرق الباب وأعطها ثلاثمئة ليرة، يقول لي: في الشهر السادس، طلبت منه أخته أن يلقي عليهم درساً، عليها وعلى أخواتها وعلى بناتها، فصار مجلس علم، فحضَّر لهم آية قرآنية يفسرها، وحديثاً شريفاً، وحكماً فقهياً، وقراءة قرآن، وحفظ قرآن، فالأخوات تحجبن، بناتهن كذلك تحجبن، وقال لي: الله أكرمني وزوَّجت عدة بنات من بنات أخواتي لأصهار مؤمنين، فكان هذا المبلغ الذي حلَّ به مشكلة في البيت سبباً للهدى، وأصبح توجه أسرتين أو ثلاث توجهاً دينياً، والله أكرمهم بأزواج مؤمنين، فأنا هذا الكلام أقوله لأنه لا يوجد إنسان ليس عنده أخوات متزوجات، أما كلمة ليس لي دخل، هذا كلام شيطان، فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، هناك قول: “من مشى بتزويج رجلٍ بامرأةٍ، كان له بكل كلمةٍ قالها وبكل خطوةٍ خطاها عبادة سنةٍ قام ليلها وصام نهارها “وهناك قول آخر: “امش بجنازة ولا تمشي بزواجة”
أيهما أصح؟ أن يقول الإنسان قولاً يقطر حكمةً، ويقطر إحساناً، ويقطر رحمةً، أم أن يقول قولاً كلّه كلام شيطاني إذاً:(( لَيْسَ مِنَّا مَنْ خَبَّبَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا))[ أبو داود عن أبي هريرة]
انتبه، في زياراتك لأقربائك، أحياناً يكون لك خالة زوجها فقير تشكي لك فقره، أنت كن ذكياً، بيِّن قيمة الصحة، بيِّن أخلاقه العالية، بيِّن أنه ورع، فهي تطمئن وتقول لك: الله يجزيك الخير طمأنتني، والله ارتحت الآن، فأنت بهذا العمل أرحتها، لك خالة وعمة، وبنت أخ وبنت أخت، أخوات بنات، ليس منا من فرق..
(( لَيْسَ مِنَّا مَنْ خَبَّبَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا)[ أبو داود عن أبي هريرة]
محمد راتب النابلسي
عجبا لهدا الزمان هناك من ياتيك للصلح وتطمان له ويطعنك غادرا في ظهرك حسبي الله ونعم الوكيل على كل ظالم ولا ينطق الحق والصدق