ما هذه الكراهـية؟ ما هذا الحقد؟
تاريخ النشر: 14/08/16 | 0:05تعتقل الشرطة الإسرائيلية عددًا من الفلسطينيين اعتقالاً إداريًا تلو الاعتقال، دون تقديم المتهم لمحاكمة ودون توجيه تهمة إليه، ولا مشاحة أنهم لو ضبطوه في قضية لحاكموه، فأي رادع يردعهم؟
هذا هو شأن المئات من المعتقلين الفلسطينيين الإداريين. ومن العجيب المريب أن المحاكم العسكرية توافق على ادعاءات الشرطة، بدعاوٍ أمنية سرّية، حتى كان رد فعل بعض المعتقلين الشروعَ بالإضراب عن الطعام، ومنهم ابن عصيرة الشمالية- بلال كايد ، الذي تجاوز الشهرين في معاناته وصبره، وأخذت حالته الصحية تتردّى، و “سمعان مش هان”!
بلال أنهى محكوميته في السابع عشر من تموز الماضي، وكان أن استعد هو وذووه لفرحة الخلاص، فإذا بهم يقررون من غير سابق إنذار أنه خطر على أمن الدولة، فعرضوا عليه أن يترك الوطن إلى الأردن، لكنه أبى، وبدأ إضرابه عن الطعام.
تظاهر عرب ويهود أمام مشفى برزلاي في عسقلان حيث يُعالج بلال، ومن المضحك المبكي أنه يُعالج وهو مقيد اليدين والرجلين خشية من هربه هو وسريره!!!
المظاهرة للدفاع عن كايد حق ديموقراطي منطقي، ولكن ما معنى أن تجيز الشرطة لمتظاهرين من غلاة اليمين لأن يقفوا في مواجهة هؤلاء الذين ليس لهم من مطلب سوى الإفراج عن بلال؟
إن الشرطة بذلك تدعو إلى المواجهة الحادة!
الشرطة تبطش وتتحدى وتتعدى على فئة دون الأخرى، ولا حاجة للذكاء حتى نعرف من المعتَدَى عليهم، ومن الذين تشجعهم بصورة أو بأخرى.
تتداعى زمرة المتطرفين بلحى وبغير لحى، وفي قناعتهم أنه لا يحق للعربي أن يطالب بحقه، وبإنسانيته، وفي حسابهم أن السلطة هي على حق، فهل ثمة من مسوّغ لفعلتهم غير الحقد والكراهية؟
لنفرض أن سجينًا يهوديًا كان معتقلاً فترة بعد أخرى- وهذا مستبعد جدًا جدًا- وقد أعلن هذا السجين إضرابًا عن الطعام، وحدث أن قدمت مجموعة ما للتضامن معه، فهل يتحمس هؤلاء لمناهضتهم والاعتداء عليهم؟
تخيلوا هذا الذي يأتي من المتطرفين يصرخ ويهاجم!
هل هو حقًا يدافع عن قرارات السلطة الجائرة؟
أم أنه يشعر بعدم صدقية حقه في هذا الوطن،
أم أنه يشعر أن العربي يهدد وجوده وكيانه؟
أم أنه يكره العربي لأنه عربي؟
مع ذلك، ورغم ذلك،
فثمة وجوه ناصعة واعية – حتى ولو قلّت- في الشعب اليهودي تقدم صورة أخرى، وجوه إنسانية راقية، ومثل هؤلاء فقط هم الذين يحملون مستقبل التعايش والتفاهم وإحقاق الحق وإزهاق الباطل، إن الباطل كان زهوقا.
ب. فاروق مواسي