وجوه وملامح (9)
تاريخ النشر: 13/08/16 | 10:55لقد تركت المرآة المسلمة عبر صفحات التاريخ صفحات مشرقة حافلة بالمواقف الرائعة التي تظهر فيها معاني هامة تحتاج المسلمة المعاصرة التعرف عليها من خلال نساء دخلن التاريخ من أبواب شتى، وسأستعرض من خلال هذه السلسلة بعض المواقف سريعة التأثير في القلوب مواقف نستعرض من خلالها ملامح كل شخصية عبر التاريخ .
فاطمة بنت السمرقندي.. مسلمة .. عالمة كان مهرها كتاب “البدائع”
ومن النساء اللاتي سطر لهن التاريخ صفحات مشرقة تمتلئ بالنور والعلم: السيدة فاطمة بنت السمرقندي وأبوها علاء الدين السمرقندي صاحب “تحفة الفقهاء” وابنته كانت فقيهة عالمة حفظت “التحفة ” لأبيها وطلبها جماعة من ملوك الروم، فلما صنف أبو بكر الكاساني الملقب ” ملك العلماء ” كتابه ” البدائع ” وهو شرح ” التحفة “، عرضه على شيخه وهو أبوها فازداد به فرحاً وزوجه ابنته وجعل مهرها منه ذلك فقالوا في عصره: شرح تحفته وتزوج ابنته.
كانت فاطمة بنت السمرقندي فقيهة عالمة بالفقه والحديث، أخذت العلم عن جملة من الفقهاء وأخذ عنها كثيرون. وكان لها حلقة للتدريس وقد أجازها جملة من كبار القوم وكانت من الزهد والورع على جانب عظيم وألفت المؤلفات العديدة في الفقه والحديث وانتشرت مؤلفاتها بين العلماء الأفاضل.
وكانت معاصرة للملك العادل “نور الدين الشهيد” ولطالما استشارها في بعض أموره الداخلية وأخذ عنها بعض المسائل الفقهية وكان دائماً ينعم عليها.
كل هذا التاريخ الحافل لتلك المرأة يجعلنا نعلم أن المرأة المسلمة نالت عبر التاريخ مكانة علمية رفيعة، شاركت فيها في نشر العلم ولكن لا تعتقد الأخت المسلمة اليوم أن ذلك دون ضوابط شرعية بل كانت في حدود الشرع وفي مناخ تأمن فيه الاختلاط بالرجال وحضور مجالسهم فكانت تؤدي كل ذلك من وراء حجاب.
وهكذا يا أختاه شهدت المسلمة بالأمس نهضة علمية رائعة جعلتها تقود أمتها بالعلم والحكمة، ونحن يا أختاه أي شعلة نحملها اليوم ؟؟
بقلم: محمود عبد السلام ياسين