فوز فرقة دبكة عرابة بمهرجان ريميني في إيطاليا
تاريخ النشر: 14/08/16 | 17:16فازت فرقة دبكة “درويش” التابعة للمركز الثقافي محمود درويش في عرابة البطوف بالمرتبة الاولى عالميا، في مهرجان ريميني للرقص الشعبي في ايطاليا، كما حصل الاستاذ محمود ابو جازي والمدرب عماد دراوشة على جائزة افضل مدربين لهذا النوع من الفولكلور الشعبي، وقد رافق الاعلان عن نتائج لجنة التحكيم الوقوف من الاف الحضور والتصفيق الحار ، فيما اعتلى منصة المهرجان رئيس بلدية عرابة المربي علي عاصلة والمدربين وأعضاء فرقة الدبكة ، وقد رفرف علم مدينة عرابة على المنصة الى جوار الكوفية الفلسطينية التي تقلدها اعضاء الفرقة ، وقدم عاصلة درع تذكاري لمديرة مهرجان ريميني الايطالي معبرا عن اعتزازه بهذا المهرجان وشاكرا حفاوة التكريم لعرابة وفرقة محمود درويش، فيما تسلم رئيس البلدية وادارة الفرقة درع الجائزة الاولى ومنح كل فرد من افراد الفرقة ميدالية المهرجان في أجواء من السعادة.وتكون عرابة بهذه النتيجة قد سجلت اسمها بماء الذهب في مهرجانات قطرية ودولية عديدة في العالم، مع الاشارة الى أن فكرة العرض كانت دمج الرقص والدبكة مع الغناء التراثي ومقاطع تمثيلية جسدت الملحمة الفلسطينية ، الأمر الذي جعلها تستحوذ على الدعم والتأييد الجارف من لجنة التحكيم والتصفيق الحار من الجمهور.
المربي علي عاصلة رئيس بلدية عرابة والذي رافق المجموعة الى ايطاليا قال:” مشاركتي مع فرقة الدبكة جاءت لدعم شبابنا ودعم الفعاليات والنشاطات الثقافية التي ينظمها مركز محمود درويش، ونرى بأن مجتمعنا العرابي بحاجة الى كل نشاط ثقافي وفني وكلنا ثقة بشبابنا انهم يمثلون بلدهم ومجتمعهم العربي وشعبهم الفلسطيني في كل محفل بأبهى واجمل صورة ولذلك نرى بانه واجب علينا في البلدية دعم هذه الاطر الشبابية كما ونطالب أهلنا في عرابة ومجتمعنا العربي بدعم المواهب الشابة ، ولذلك رأيت أنه من واجبي أن أرافق فرقة الدبكة الى ايطاليا لشد أزرهم ودعمهم وتشجيعهم ، وبالإضافة الى ذلك البلدية دعمت الفرقة من ماديا وتسهيل سفر الفرقة الى المهرجان في ايطاليا، ونحن سعداء جداً بهذا الانجاز الكبير الذي حققته الفرقة ومركز محمود درويش الثقافي ، لأن عيوننا دائماً ترتقب كل ما هو جديد يبدعه الشباب ومهمتنا على خلق جيل جديد مبدع ومتميز ومثقف وحريص على رقي بلده ومجتمعه وشعبه”.
محمود أبو جازي مدير مركز محمود درويش الثقافي والمدير الفني قال :” فرقة الدبكة التابعة لمركز محمود درويش في مدينة عرابة اسست قبل ثمانية أعوام أي عند افتتاح مركز محمود درويش ، التميز دائماً هو طريق فرقتنا وهدفنا، والمشاركة بمهرجانات دولية ، نحن لم نسافر الى ايطاليا والى المهرجان الدولي من أجل أن نعرض الدبكة التراثية والفلسطينية فقط ، وإنما من أجل تقديم قصة وتقديم عرض مختلف ومتميز وتوجيه رسالة ، نتمكن من خلالها الدمج ما بين التمثيل والغناء والرقص التعبيري مما خلق قصة معبرة وهذا ما حضرناه من أجل هذا المهرجان ، قصة فلسطينية رغبنا في عرضها للعالم”.
يسرى عاصلة مركزة الفرقة قالت:” نحن سعداء جداً وصولنا لهذه المرحلة وهذا الإنجاز ، ومنافسة دول عظمى في العالم والفوز بجوائز كبرى على صعيد دولي في المهرجان ، فقد رغبنا في خوض المنافسة وبذلنا جهد كبير في التمارين من أجل ذلك، فأخذت التمارين حيزا كبيراً من حياتنا اليومية، ففي البداية كان هناك تردد من قدرتنا على المنافسة ولم يكن الامر واضحاً ولكن المدربين والمسؤولين الأستاذ محمود أبو جازي وعماد دراوشة رافقونا وبإصرار وبجهد متواصل إذ يعود الفضل لهم ، استطعنا ان نستوعب اننا مقبلون على منافسة قوية ويحتاج الامر منا ان نبذل ما نستطيع لنحقق الفوز، وأعتقد ان هذا سبب رئيسي لكل ما أنجزناه ، كونهم غرسوا فينا فكرة أننا نمثل قضية شعب بأكمله ، ولسنا ممثلين عن مدينة عرابة ، فنحن نمثل رواية الشعب الفلسطيني الذي ما زال يمر بحقبة تاريخية عصيبة ، ولم ييأس ولم يركع”.
اما عماد دراوشة مدرب الرقصات قال:” نعمل دائماً على أن تكون الرقصات مميزة ، ونختار الأغاني الملتزمة فقط ، التي تعبر عن موضوع معين ، ونعمل أيضاً على إكمال كلمات الأغنية من أجل نسج صورة معينة نريد أن نجسدها التي تلائم قضايا مجتمعنا ، كل رقصة من الرقصات التي أعددناها تتحدث عن موضوع معين في حياتنا كشعب فلسطيني ، فتم دمج الرقصات من أجل نسج قصة في النهاية ، بدأت الرقصة كجزء من الشارع الفلسطيني في الحياة اليومية ، كل شخص في حياته الشخصية ، أحدهم سعيد والآخر حزين والآخر مهموم أي أنه تم تجسيد حالات مختلفة ، حتى حدوث الحرب وبدأ الانفجارات والقصف والهجوم وسقوط شهداء، أي أنه كان تصوير للحياة الطبيعية ثم حالة الحرب ووجود الموت في كل زاوية، وبالرقصات تم تجسيد الأمهات مع أبنائها الشهداء ، وخاصة انه في الشارع الفلسطيني لا يخلو أي بيت من وجود شهيد”. وأضاف دراوشة:” هدف هذا العرض المدموج هو ايصال رسالة الى كل العالم أن الشعب الفلسطيني بالرغم من كل الحروب والمآسي التي عانى بها وما زال يعاني منها حتى اليوم يسعى الى أن يعيش وأن يتحدى المحتل ، وأنه يحافظ على كرامته وأرضه بعد كل ما حدث ، وبعد رقصة الشهيد تأتي أغنية السنابل وهي أغنية تدل على الزراعة والحرث وعلى الحياة ، والتي تظهر قيمة كبيرة والتي تعكس إمكانية العيش بين كل هذه الأنقاض والأشلاء، وهذا الأمر هو الذي يميز الشعب الفلسطيني ، ونحن لسنا ببعيدين عن أروع الأمثلة التي ضربها الشعب الفلسطيني في غزة عندما شارك الالاف في حفل زفاف جماعي وكل هذا يحدث وما زالت غزة تئن من الحصار والتجويع والدمار الذي خلفته الحرب عليها، فشعبنا الفلسطيني تواق للعيش الكريم ويحب الحياة ، حتى ولو كان بين الدمار والدماء.