ربي طفلك على الثقة والإستقلال
تاريخ النشر: 30/11/13 | 2:24تتمنى كل أم أن يصبح طفلها سعيدا وواثقا من نفسه، ولكن كيف تساعدين طفلك لكي يصبح بالفعل أمنا مطمئنا ومستعدا لمواجهة العالم الخارجي؟ إليك بعض النصائح التى يقدمها خبراء علم النفس لتشجيعه وتعزيز ثقته بنفسه من الشهور الأولى.
من السهل إعتياد الشكوى من الأطفال سواء من صعوبة إطعامهم أو عدم إنتظام النوم، ورغم أن الشكوى في تلك الحالات أمر طبيعي، إلا أن التذمر وبصفة خاصة أمام الطفل يمكن أن يكون مدمرا، حتى لو كان طفلك صغيرا لا يستطيع الكلام لأنه يستطيع أن يكون إنطباعات من تعليقاتك ويقرأ لغة جسدك مثل الإحباط في نبرة صوتك أو الضيق في نظرة عينيك أو التوتر في عضلات وجهك.
بدءا من عمر شهرين يستطيع معظم الأطفال الرضع الإبتسام، تلك الإبتسامة الجميلة التي تعتبر بمثابة أول تواصل إجتماعي له ردا على إبتسامتك فى وجهه، وهو بذلك يتعلم الإستجابة لسلوك الأخرين. وبصفتك الراعي الرئيسي للطفل فإن سلوكك تجاهه حيوي وهام للغاية فى تنمية موقف إيجابي تجاه نفسه. فإذا كان طفلك خجولا غير إجتماعي مثلا لا تذكري ذلك أمامه، ولا تعتذري للناس بسبب خجله لأنك بذلك تكرسين تلك الصفة فيه وتجعلينه يعتقد دائما أنه خجول بترديدك ذلك أمام الأخرين.
ويكفي أن تكوني قدوة له في تلك المواقف التي تتطلب تواصلا إجتماعيا بأن تكوني ودودة ومرحبة بالأخرين عند لقائهم لكي يقتدي بك ويتخلص من خجله. كما أن هناك دائما وقتا ملائما للنقد البناء على أن يكون تركيزك على السلوك المرغوب وليس على نقد طفلك ذاته، فبدلا من أن تصرخي في وجه الطفل لأنه أسقط طعامه على الأرض وتتهميه بالغباء، جربى أن تقولي له لقد أوشكت على وضع الطبق مكانه، لماذا لا تجرب وضعه على المنضدة القصيرة حتى تصل إليه بسهولة؟ والسر هنا يكمن في أن تفكري قبل أن تنفجري غاضبة في وجه طفلك، ومعظم الأشياء التي تشكين منها اليوم سوف تختفي ويعتادها الطفل فيغضون شهور قليلة.
الكثير من المدح:
بدلا من الشكوي جربي أن تمتدحي طفلك، فالمديح هو أساس تقدير طفلك لنفسه وثقته بها، لكن عليك أن تتأكدي من توضيح سبب مدحك له، قولي له مثلا "برافو عليك لأنك مرتب وتساعد في جمع لعبك ووضعها في مكانها"، بدلا من قولك "أنت ولد مطيع" والأفضل هنا أن نركز على مدح تصرفات الطفل وسلوكياته بدلا من صفاته الشكلية مثل جماله ونعومة شعره وما إلى ذلك. كما يجب أن تحذري المبالغة في المدح حتى لا يفقد قيمته وهدفه، كما أن طفلك يستطيع أن يفهمه حتى في شهوره الأولى، عندما ينتهي طفلك ذو الستة أشهر من تناول طعامه صفقي له بيديك وستلاحظين ظهور إبتسامة سعادة على وجهه مما يعني أنه أدرك سعادتك بسلوكه الحسن.
يوم الإستقلال:
تحرص كل أم على أن تكون قرب طفلها تحيطه برعايتها وتمد له يد المساعدة والحماية من أي أذى قد يتعرض له، إلا أن تشجيع طفلك على الإستقلال يعد أمرا حيويا جدا في تنمية إحساسه بالثقة، لكن أولا يجب عليك تعليمه ما هو مقبول وما هو مرفوض، وبعد ذلك إحرصى على تأمين الغرفة التي يتواجد بها بقدر الإمكان ثم إتركيه ليكتشف ويتعلم بنفسه، فمن الأفضل والأوقع أن تتركي لطفلك حيزا ليتعلم بنفسه في حدود المعقول، وبدلا من الإسراع لمساعدته، راقبيه واستمتعى بمشاهدته وهو يكتشف لعبة جديدة مثلا ويحاول أن يجعلها تتحرك أو تصدر أصواتا. والهدف هنا دفع الأطفال للإعتماد على النفس بدلا من اللجوء للأم في كل شيء والإعتماد على وجودها الدائم.
إستمعي لطفلك:
إذا أردت أن يشعر طفلك أنه مهم عامليه بإهتمام و إسألي نفسك هل تمنحينه الوقت و الإهتمام اللازمين للإستمتاع إلى ثرثرته. و كثيرا ما نضبط أنفسنا نرد على ثرثرة الطفل حتى قبل أن ينتهي من كلامه ولا نعطيه الفرصة الكافية ليعبر عما يريده. إحذري أيضا تجاهل أسئلته أو التنصل من الرد عليها. لذلك أعيدي تقييم الوقت الذي تخصصينه لطفلك يوميا، بحيث تتفرغين له فقط و تركزين معه بكل جوارحك، و تأكدى أن الأمر لا يحسب بكم الوقت الذي تقضينه معه بل و بالكيف أيضا.