تمنّى موته في الزّقاق

تاريخ النشر: 24/08/16 | 8:00

فرّ سكان الزقاق من القصف ذات مساء، لكنه بقي متسمرا في مكانه، ونظر إلى ذاك الزقاق، الذي عاش فيه طفولته وعشقَ جدرانه العبقة برائحة التاريخ، تذكر لعبه مع صديقته الطفلة، حينما كان جاهلا في ممر الزقاق، ورغم القصف القوي على الزقاق، إلا أنه لم يرد أن يبتعد عنه، وتذكر كيف كان يرسم على جدران الزقاق بالفحم قلوب حبّ لابنة صفّه في المدرسة، وسار بعدما توقف القصف إلى الطابون، ووقف هناك وتذكر أمه والجارات اللواتي كن يأتين في ساعات المساء لخبز أرغفة الخبز وتذكر حكياتهم عن أيام النكبة، لكن القصف عاد من جديد يدكّ زقاقه، لكنه ظل واقفا بالقرب من الطابون، وتمنى أن يموت في ذاك الزقاق، الذي عشقه، لكنه تذكر صديقته وخطا صوب بيتها، ونظر إلى تلك النافذة وتذكّر كيف كانت صديقته ترمي له رسائلها، وبعدما وقف قليلا وهو ينظر إلى الدمار الذي كان يعمّ الزقاق سقطت قذيفة بالقرب منه، وظلّ تحت الركام حتى الصباح، وحينما أتى سكان قرية مجاورة وجدوا في جيبه قصاصة ورق مكتوب فيها أتمنى أن أموت هنا في هذا الزقاق، سأكون فرحِا إذا متُّ هنا في مكانٍ أعشقه منذ الصغر، فقالوا وهم يرفعونه تحققت أمنيته، وفرحته جلية على محيّاه..

عطا الله شاهين
3talla7shaheen

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة