بطولة القدس للكاراتيه.. الرياضة بنكهة السياسة
تاريخ النشر: 24/11/13 | 8:45على أرضهم وبين جمهورهم وبعنوان حمل اسم عاصمتهم الأبدية، أطلق الفلسطينيون بطولة القدس الدولية الأولى للكاراتيه التي انطلقت مساء الجمعة لتستمر على مدى يومين في مركز صلاح خلف الرياضي شمالي الضفة الغربية.
ولم تغب السياسة عن البطولة التي قرن اسمها بمدينة القدس باعتبارها عاصمة الدولة الفلسطينية القادمة. أما رياضيا فقد اتسمت المباريات بالتحدي والإصرار على الفوز، خاصة أنها ضمت فئات مختلفة، كما يقول رئيس اللجنة العليا المنظمة تيسير نصر الله.
ويضيف نصر الله أن البطولة اكتسبت زخما رياضيا وسياسيا مزدوجا من خلال اسمها، إضافة لمشاركة أندية عربية ودولية، وهو ما أوجد تحديا للاحتلال الذي يسعى دوما لمعاقبة الفلسطينيين والإمعان بحصارهم والتضييق عليهم، لا سيما الحركة الرياضية.
ويُشير إلى أن آخر هذه المضايقات تمثلت بمنع معظم اللاعبين الأردنيين المشاركين من الدخول عبر معبر الكرامة "المنفذ الوحيد للفلسطينيين بالضفة للخارج"، واقتصار المشاركة على اللاعبين الأردنيين من أصل فلسطيني.ورأى نصر الله أن هذه البطولة تضيف معنى جديدا للحركة الرياضية الفلسطينية التي شهدت بالفترة الأخيرة نهضة ملحوظة رغم مضايقات الاحتلال، وقال إن الفلسطينيين أصبحوا قادرين على تنظيم بطولات بمستوى عال واستقطاب أندية ولاعبين دوليين.
وقدم مشاركون استعراضات في الكاتا (رقصة الكاراتيه) والكومتيه (قتال الشوارع) وعروض جمباز قدمتها فرق مختلفة. ومنذ الإعداد لها وعلى مدار ثلاثة أشهر، حرص القائمون على تنظيم البطولة بشكل ينطبق مع المواصفات العالمية، إذ خصصوا لجنة عليا للمتابعة وأخرى مشرفة على التدريب والتنظيم وثالثة فنية من الاتحاد الفلسطيني للكاراتيه.
ويشير محمد بشارات من أكاديمية الأقصى للكاراتيه الجهة المشرفة على البطولة إلى أنها تنوعت بالمشاركين الذين بلغ الفلسطينيون منهم 280 لاعبا.
وتنوع اللاعبون -حسب بشارات- وفق فئات أعمارهم وأوزانهم ونوعهم بين الذكور والإناث، مؤكدا أن البطولة حظيت باهتمام واسع فلسطينيا ودوليا، لأسباب أهمها التنظيم والالتزام بالمواصفات الدولية، من حيث الأدوات المستخدمة كالبسط الثلاث والقاعة الواسعة والمجهزة بالطواقم الصحية والأمنية، إضافة للحكام الذين يحمل بعضهم ألقابا دولية وعربية.
أما أهمية البطولة وفق عبد المطلب الشريف رئيس الاتحاد الفلسطيني للكاراتيه فتكمن بالمشاركة الفلسطينية الواسعة وبالتنظيم الجيد للبطولة، وهو ما سيدفعهم بالمستقبل لتوسيع تنظيم مثل هذه البطولات وغيرها من الرياضات، حسب قوله.
ويظل الاحتلال المعضلة الحقيقية التي يواجهها الرياضيون الفلسطينيون، حيث يمنعهم من التنقل داخليا وخارجيا، ولا يزال يتعنت أمام كل المحاولات والضغوط "المحلية والدولية" من أجل منحهم حرية أكبر.
وأشار إلى أنهم تقدموا بشكوى للفيفا حول ذلك، لكن الاحتلال رفض كل تلك التدخلات، مبينا أن هذه الإجراءات الإسرائيلية تعيق التطور والنهضة الرياضية الفلسطينية.
في المقابل يلعب الفلسطينيون بشكل جيد وينظمون أنفسهم تحت لواء مدارس تعلمهم الكاراتيه، حسب اللاعب والمدرب الألماني إسماعيل صلاح الذي شدد في حديثه أنه رغم كل العقبات الإسرائيلية وغياب الاستقرار يتميز الفلسطينيون بأداء جيد "وحرارة عالية وحبهم بعضهم لبعض".
ويضيف صلاح أن كل المضايقات الإسرائيلية هانت أمام الفوز الكبير الذي حققه اللاعب التركي ألباسان (17 عاما) ممثل منتخب بلاده بالفوز بلعبة الكومتيه بذهبيتين عن فئة أقل من (21 عاما وزن ما دون 78 كغم) و(17 عاما وزن فوق 76 كغم).
وقال إن شعوره لا يوصف بهذا الفوز، وبمشاركته بهذه البطولة "التي يعني لي اسمها الكثير كتركي مسلم"، واعدا بالقدوم بعدد أكبر من اللاعبين الأتراك العام القادم.
يذكر أن 380 رياضيا شاركوا في الدورة من الأردن وتركيا وألمانيا موزعين على 42 ناديا غالبيتها فلسطينية.