ذات حُلْمٍ كدتُ على وشكِ الإنتحار
تاريخ النشر: 19/08/16 | 7:25ذات حُلْمٍ كنت أجلس على سطح بناية مهجورة وأنظر إلى النجوم قبل انتحاري ولعد نظرات سريعة للمدينة التي أكرهها خطوت صوب الحافة واستعديت للسقوط الحر لكن امرأة بشعة مسكت في قميصي الأبيض وراحت تشدني للخلف وقالت لا تنتحر، فحرام أن تقتل نفسك، وسحبتني بكل قوتها ووقعنا سوية على السطح، وراحت تحدثني عن الأشياء الجميلة في الحياة، فقلت لها: كل الأبواب أمامي موصدة، فقالت أصبر، وستنال مبتغاك فأنا ذات مساء أتيتُ إلى هذه البناية، لكي أنتحر، لكنّ صديقي السابق لحقني ومنعني من الانتحار، كان حديثها معي ممتعا لدرجة أنها أقنعتني بأن الحياة فيها ما يستحق لأجل العيش، وبعدما دخّنا سجائرنا، قالت: هيا لكي أوصلكَ إلى بيتكِ فقلت لها لم يبق لي أيّ بيتٍ بعدما جرفته السّيول في الشتاء الماضي، فقالتْ ألم يبق لك أيّ أحدٍ لكيْ تبيتَ عنده، فقلتُ لها كان لي صديقة وتركتني، لأنني لا أملكُ مالاً، فقالتْ: سأوصلكَ إلى عند صديقي السابق، وبالفعل نزلنا الأدراج، وحينما كنت ننزل سألتها كيف عرفتِ بأنني موجود فوق البناية؟ فردت لأنني لاحظتُ عليك الهمّ حينما دخلتها، وكنتَ تتمتم سأنتحر الليلة، وبعدما خرجنا من البناية أوقفنا سيارة تاكسي، وأخذتني إلى عند صديقها السابق والذي بلا زوجة، في البداية استغرب من مجيئي مع صديقته السابقة، لكنه رحّب بنا، وجلسنا سوية نشرب الشاي، وبعدما شربنا أكواب الشاي، استأذنتْ تلك المرأة البشعة والجميلة، وقالت تصبحون على خير، أما أنا فرحت أحدثه عن قصّتي، وقلت له: لولا صديقتكَ لم تأت في الوقت المناسب، لكنت ميّتاً، فقال: لماذا تريد الانتحار، فشكوتُ له همّي فقال تعال لتعمل معي في ورشة الحدادة، وبالفعل اتفقنا على العمل، وفي الصباح اصطحبني إلى ورشة الحدادة وتعلمت منه الحرفة في أقل من شهرين، وتحسّنتْ أحوالي المادية، وصادفت ذات مساء امرأة ووقعتُ في حبّها وتزوجتها، وعشتُ معها أجمل أيام حياتي، لكنني صحوتُ على صوت نباح الكلبِ، وعلمت بأنه كانَ حلْماً وكدتُ أموت فيه..
عطا الله شاهين