سؤال في اللغة: بوصفه… بصفته
تاريخ النشر: 27/08/16 | 7:21كان هناك نقاش بيننا نحن الطلبة حول إعراب اللفظة بعد (بصفتــه) في نحو:
رأس الجلسة بصفته أكبر الأعضاء سنًا.
حضرت المحكمة بوصفي شاهد على الحدث.
اختلفت الآراء حول إعراب الكلمة بعد بصفته / بوصفي هل هي:
خبر لمبتدا محذوف؟
مفعول به؟
حال؟
مع فائق احترامي: طالبة جامعية تخصص اللغة العربية
ج – عزيزتي لك تحيتي، حتى ولم تذكري من أنت!!
التعبير (بصفته) مستحدث، وليس له استخدام في العربية الفصيحة لدى السلف الفصيح.
لكنا عمدنا بعد ذلك إلى استخدام (باعتباره)، (بصفته)، (بوصفه) ترجمة لـ…. as a ، وفي العبرية- כּ.
يكون الاسم الواقع بعدها مفعولاً به، فإذا قلت: احترم محمدًا باعتباره (أو بصفته) شاهدًا، فكأنني أقول: أعتبره أو أصفه شاهدًا، فالمصدر هنا يعمل عمل فعله، والمفعول به الأول
أضيف إلى المصدر، وبقي المفعول به الثاني (شاهدًا) الذي اكتفينا بالقول إنه
(مفعول به)، وهذا صحيح- ذلك بسبب أن الأول يعرب مضافًا إليه (حتى ولو
كان مفعولاً في المعنى، فهو من باب إضافة المصدر إلى مفعوله).
بالطبع فإن إعراب (المفعول به الثاني) للفظة (شاهدًا) هو الأدق لفظًا.
ملاحظة: هناك من يرى أن (وصف) تتعدى لمفعول واحد، وعليه فإن المنصوب الثاني هو حال، وهذا ما ذهب إليه محمد العدناني في “معجم الأخطاء الشائعة”- مادة 2073، ص 723،
فلا بأس!
أما رأيي الشخصي فهو أن (وصف) كما نستعملها اليوم تتعدى لمفعولين -حتى يكتمل معنى الجملة- مثل الفعل (ملأ).
أقول ذلك، لأن (وصف ) توسعت في دلالتها، وهي والفعل (اعتبر) سيان في المعنى.
أيًا كان الإعراب فالاسم بعد (بوصفه، باعتباره، بصفته) يكون منصوبًا، وليس كما كتبت أعلاه في السؤال- “بوصفي شاهد”.
ما دمت أبدي الرأي الشخصي فأنا أستعمل المباشرة في اللغة، مستخدمًا الحال في مثل هذه الجمل، فبدلاً من القول:
حضرت المحكمة بوصفي شاهدًا،
أقول: حضرت المحكمة شاهدًا. كما أنني أحاول ألا أستخدم الكاف التمثيلية ما وسعتني الحيلة في نحو: حضرت المحكمة كشاهد.
ثم هناك تعابير كثيرة قبل أن ألجأ إلى (بصفته) ونحوها، فبدلاً من الجملة الأولى: رأس الجلسة بصفته أكبر الأعضاء سنًا.
أقول: رأس الجلسة لكونه أكبرَ الأعضاء سنًا. حضر الجلسة حيث أنه أكبر….
أحييكم متابعين أعزاء!
ولا أقول: أحييكم بصفتكم متابعين أعزاء.
ب.فاروق مواسي