الشيخ رائد صلاح: مخطط الاحتلال لتقسيم المسجد الاقصى يخفي وراءه مخطط لإقامة الهيكل المزعوم
تاريخ النشر: 28/11/13 | 1:12أكد الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني، أن طرح الاحتلال الاسرائيلي لمخطط التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الاقصى، يوجد خلفه مخطط كبير وخطير جدا، وهو تحويل المسجد الاقصى الى مقدس يهودي فقط وبناء الهيكل الاسطوري الباطل مكانه، الى ذلك أكد الشيخ صلاح على أهمية مشروع مصاطب العلم في المسجد الاقصى، مطالبا الامة الاسلامية والعالم العربي باتخاذ موقف رسمي شجاع يتنصر للقدس والاقصى.
التقسيم طريق لبناء الهيكل المزعوم:
وقال الشيخ رائد صلاح في مقابلة مطولة مع فضائية القدس، مجيباُ عن سؤال مشروع التقسيم المكاني والزماني للاقصى اين وصل على الارض؟!: "أود ان اقول بداية ان رفع شعار التقسيم الزماني والمكاني من قبل الاحتلال الاسرائيلي، ما هو الاّ طقية خفاء يتستر خلفها مخطط كبير جدا، هذا المخطط ما عاد سرا، المخطط كشف عنه، كما كتب باللغة العبرية، وأعد له مخططات هندسية باللغة العبرية، اقول باختصار خطورة هذا المخطط هو كالتالي، الاحتلال الاسرائيلي الآن يطمع ان يصل الى مرحلة أخيرة يحوّل فيها كل مساحة المسجد الاقصى المبارك، التي تساوي 144 دونم، الى مقدس يهودي فقط، ثم أن يسيطر على كل الابواب، التي هي ابواب المسجد الاقصى، ثم بعد ذلك ان يبني هيكلاً باطلاً، بالضبط مكان قبة الصخرة المشرفة، الاحتلال يقول بلغته، ولا اقول ذلك من باب التحليل، الاحتلال يقول بلغته في هذا المخطط، هو سيُبقي للمسلمين فقط الجامع القبلي، الذي هو في مقدمة المسجد الاقصى، والذي يحمل القبة السوداء، هذا ما يسمية الاحتلال الاسرائيلي"المسجد الاقصى"، لكن نحن بإذن الله سنبقى بالمرصاد لإحباط هذا المخطط حتى زوال الاحتلال الاسرائيلي، باذن الله تعالى.
طلاب مصاطب العلم، دور بطولي وشجاع:
وحول مشروع مصاطب العلم في المسجد الاقصى قال الشيخ صلاح: "هذا المشروع بدأ قبل ثلاث سنوات تقريباً، عندما لاحظنا ان الاحتلال الاسرائيلي كان يستغل وقت فراغ يومي يمرّ على المسجد الاقصى من الساعة السابعة صباحاً الى ما قبل صلاة الظهر، حيث أن أهلنا في هذا الوقت ما بين اب في عمله، وأم في بيتها، وابن في المدرسة، ولذلك فكرنا ماذا نفعل، فوصلنا الى هذه الفكر، وهو احياء مصاطب العلم في المسجد الاقصى المبارك، بالمئات، على أمل أن نصل الى رقم بالآلاف، حتى يكون هذا المشروع بمثابة حلقات علمية في المسجد الاقصى، من اخوة و أخوات، وفي نفس الوقت حتى يكون بمثابة درع بشري لحماية المسجد الاقصى من أي إقتحامات احتلالية اسرائيلية قد أعلن عنها، او أي اقتحامات اسرائيلية مفاجئة، وأقولها بدون مجاملة، ويجب ان نشكر هؤلاء الاخوة، الطلاب والطالبات في مصاطب العلم، على مدار ثلاث سنوات قاموا بدور بطولي شجاع نيابة عن كل الامة المسلمة والعالم العربي والشعب الفلسطيني، وعلى مصاطب العلم تحطمت كل مؤامرات الاحتلال الاسرائيلي، الذي حاول خلال السنوات الماضية أن يفرض تقسيم زماني أو تقسيم مكاني في المسجد الاقصى، الاحتلال الاسرائيلي يدرك ان هؤلاء الطلاب والطالبات باتوا شوكة في حلق الاحتلال الاسرائيلي، يحاول أن يلغي وجودهم عن طريق الاعتقالات تلو الاعتقلات، التي اصبحت مشهدا يوميا لهؤلاء الطلاب والطالبات، لكن عزيمة هؤلاء الطلاب والطالبات أقوى من كل معتقلات الاحتلال الاسرائيلي.
قرارات الكنيست باطلة:
وأكد الشيخ رائد صلاح، أن الكنيست الإسرائيلي لا يملك الحق في بحث شؤون المسجد الأقصى، وأن قراراته باطلة أيضاً.
وقال صلاح "سنبقى بالمرصاد لكل المخططات الإسرائيلية التي تستهدف مدينة القدس والمسجد الأقصى، وتدخل الكنيست في المسجد الأقصى باطل وما بني على باطل فهو باطل".
الحانوكا، الاعياد اليهودية والمسجد الاقصى:
وقال الشيخ صلاح حول الاعياد اليهودية واستهداف الاقصى: "وفق فهمي طبعا، وهو تحصيل ثقافة ذاتية، التفكير الديني للمشروع الصهيوني، الذي من خلاله حاولوا ان يحولوا امرين الى اعياد، حاولوا ان يحولوا بعض المناسبات الدينية الى اعياد، وحاولوا ان يحولوا بعض المناسبات التاريخية الى اعياد دائمة على مدار السنين في تصورهم وحساباتهم، ولذلك كثرت أعيادهم، ولذلك هذه الاعياد بدأت هذه الأيام كباب ومدخل شر على المسجد الاقصى، لماذا؟!، تحت شعار وجود أعياد واحتفال بأعياد، كأن الاحتلال الاسرائيلي يريد أن يقول، مسموح كل شيء ان يفعل المجتمع الاسرائيلي في المسجد الاقصى، منهم من حاول خلال الاشهر الاخيرة ان يحمل العلم الاسرائيلي في المسجد الاقصى، منهم من حاول ان يدخل التوراة الى المسجد الاقصى، منهم من حاول ان يعقد حلقات لاداء طقوس دينية في المسجد الاقصى، منهم من حاول ان يدخل قرابين لذبحها الى المسجد الاقصى، منهم من يحاول ان يدخل تشريفات طعام شراب لصناعة أجواء احتفالية في داخل المسجد الاقصى، بل منهم من يحاول ان يطالب بإخراج المسلمين كل المسلمين من المسجد الاقصى خلال الاعياد اليهودية كما يحدث الان في المسجد الابراهيمي في مدينة الخليل".
وتابع: "لذلك السلوك الجنوني للاحتلال الاسرائيلي في تصاعد وتصعيد خطير جدا، مع ذلك اقولها بلغة المتفائل لسنا مهزومين، لسنا يائسين، لن نتخلى عن القدس ولا عن المسجد الاقصى، سنبقى بالمرصاد للاحتلال الاسرائيلي بما نملك من وسائلنا الشرعية، نحن ورجالنا ونساؤنا وابناؤنا حتى يزول الاحتلال الاسرائيلي".
المفاوضات تغطية لمتابعة تهويد الضفة الغربية والقدس:
وحول المفاوضات الاسرائيلية مع السلطة الفلسطينية قال الشيخ رائد صلاح: "جازما اقول لو تم تمديد المفوضات الى سنوات والى تسعين سنة لن يحدث شيء لصالح القضية الفلسطينية، بل بالعكس تماماً، المفاوض الاسرائيلي يفاوض من اجل ان يأخذ لا أن يعطي، المفاوض الاسرائيلي يفاوض من اجل أن يتغطى، من اجل امرين واضحين، الامر الاول هو متابعة تهويد الضفة الغربية، الامر الثاني هو متابعة تهويد القدس والتعجيل بخطوات بناء هيكل باطل مكان المسجد الاقصى.
الاحتلال ومخطط 2020 التهويدي:
وحول مخطط القدس 2020 الاحتلالي قال الشيخ صلاح: "إن الاحتلال الاسرائيلي نعم ماض بعمله ليل نهار، في تهويد القدس والسيطرة التدريجية على المسجد الاقصى، ويلقى دعماً من قبل المنظمات الصهيونية اليهودية، او من قبل المنظمات الصهيونية المسيحية، ان كان ذلك في اوروبا او امريكا، وتمطر عليه مليارات، وأقولها بدون مبالغة، انها تمطر عليه مليارات الدولارات سنويا من اجل متابعة تهويد القدس والسيطرة على المسجد الاقصى، الآن الاحتلال الاسرائيلي يظن نفسه أنه انفرد بالموقف، ولذلك هو يحاول أن يصل حتى عام 2020 م الى تهويد كامل للقدس القديمة، يطمع في احلامه السوداء أن لا يبقي في القدس القديمة الا الوجود الاحتلالي الاسرائيلي فقط، يطمع في القدس القديمة، ان يبدأ بنشر الاستيطان كورم سرطاني يتسع يوم بعد يوم، وما حي القرمي الاّ نموذجاً على هذا الطمع الأسود الاسرائيلي، يطمع من وراء هذا المشروع أن يصل الى مرحلة أن يحاصر المسجد الاقصى من كل الجهات بطوق استيطاني، وبذلك يُعزل المسجد الاقصى عن تواصله الفلسطيني العربي الاسلامي، وبذلك يصبح المسجد الاقصى جزءا من الظاهرة الاستيطانية الاسرائيلية، هكذا يخطط الاحتلال الاسرائيلي".
وتابع: "لكن أقولها نحن ندرك كل ذلك، لن نقف مكتوفي الايدي كل عزائمنا هي في خدمة القدس وفي خدمة المسجد الاقصى، حتى زوال الاحتلال الاسرائيلي".
الدعم العربي للقدس:
وحول الدعم العربي الاسلامي للقدس قال الشيخ رائد صلاح: "بعد تجربة طويلة في دائرة توجيه نداء استغاثة دائم الى الامة الاسلامية والعالم العربي لنصرة القدس والمسجد الاقصى، توصلت الى قناعة كالتالي، الان في الواقع الرسمي، في واقع المؤسسات الرسمية على صعيد عربي واسلامي، حقيقة الامر يحتاج الى قرار سياسي رسمي شجاع، يسمح بدعم القدس والمسجد الاقصى، يسمح للشعوب العربية والمسلمة ان تعبر عن مدى حبها للقدس والاقصى، يسمح لهذه الشعوب ان تساهم بدورها الجماهيري الكبير لنصرة المسجد الاقصى والقدس، ويسمح لها ان تساهم بالدور الاغاثي لنصرة القدس والمسجد الاقصى، نعم نحن بحاجة الى موقف رسمي شجاع لنصرة القدس والمسجد الاقصى، وأؤكد ان في الامة المسلمة والعالم العربي عشرات الملايين على استعداد ان يفدوا القدس والمسجد الاقصى، بأرواحهم، بدمائهم، بأبنائهم، بأموالهم، لكن هناك حاجة ان تعطى هذه العشرات الملايين من الشعوب أن تُعطى حقها ان تعبر ان عن ذاتها كما يجب في هذه اللحظات المحرجة التي نعيشها.
وتابع الشي صلاح: "لو وصلت الاموال وانا متفائل ان تزداد مبالغ وهمم الاغاثة للقدس والمسجد الاقصى، هناك عشرات الميادين التي بحاجة لها المسجد الاقصى، على سبيل المثال المسجد الاقصى بحاجة الى قفزة نوعية في مشروع مصاطب العلم، حتى تتحول من مئات طلاب وطالبات مصاطب العلم في ساحات المسجد الاقصى يومياً، الى آلاف طلاب وطالبات مصاطب العلم في المسجد الاقصى، لأن هذا الطالب وهذه الطالبة عندما يتعلم ويرابط في المسجد الاقصى، هو ينقطع عن كل مصادر الرزق، اليومية التي يعيشها غيره، هو يتعلم ولكنه يرابط ويدافع عن المسجد الاقصى، لذلك هؤلاء بحاجة الى دعم بصراحة معنوي ومالي حتى يزداد عددهم من مئات الى آلاف، وهذه النقطة مهمة جدا نعوّل عليها الكثير".
وأضاف: "نحن بحاجة الى مشروع فوري لترميم كل البيوت التي يحتاجها المقدسي في القدس القديمة بشكل خاص، لأن الحرب تجري الان على بيوت القدس القديمة، على طابع القدس القديمة، هل يبقى الطابع المقدسي الفلسطيني العربي الاسلامي، أم يتم استنزاف الحياة المقدسية، بالتدريج بالقدس القديمة، حتى تضيع البيوت ويضيع الانسان، وتضيع الهوية، ويضيع العنوان، ماذا نحن فاعلون، في تصوري هذه المليارات، لو وصلت لنجحنا ياذن الله، ان نحسم مواقع في هذه المعركة، اليومية المستمرة، مع الاحتلال الاسرائيلي،فهناك قضايا تهدد ضياع الارض المقسية في كل امتداد مدينة القدس، هناك الانسان المقدسي، الذي يعيش مطارد في حقوقه اليومية، نحن بحاجة الى صوت لهيئات حقوقية تناصره يوما بيوم، هناك الاسير المقدسي، ماذا عن الاسير المقدسي، من الاطفال وحتى الرجال والنساء، هؤلاء بحاجة الى من يقف معهم عند اعتقالهم، عند محاكمتهم من وراء القضبان. من يقف مع أسرهم ".
وتابع: "نحن بحاجة ان نحافظ على مشروع التعليم الحر في مدينة القدس، نحافظ على مشروع الخدمات الصحية الحرة في مدينة القدس، نحن بحاجة الى حراك شبابي حر، وحراك نسائي حر، في مدينة القدس، حتى تصب كل هذه النشاطات في صف واحد لمواجهة الاحتلال الاسرائيلي لمنع تهويد مدينة القدس والانتصار للمسجد الاقصى.
ووجه الشيخ صلاح نداء الى الامة قائلاً: "الى كل الامة المسلمة الى كل العالم العربي ارجوكم الا تتعاملوا مع قضية القدس والمسجد الاقصى كأنها قضية اغاثة انسانية، قضية القدس ليست قضية يتيم جائع، وليست قضية مريض يتألم، قضية القدس والمسجد الاقصى قضية حق اسلامي عربي فلسطيني عقائدي حضاري تاريخي، في هويتنا وفي حاضرنا ومستقبلنا، مهدد يجب ان نسعى الى أنقاذه اليوم قبل ان نبكي عليه غداً.
الربيع العربي سينتصر للقدس والاقصى:
ولفت الشيح صلاح النظر إلى أن "الربيع العربي سينتصر للقدس ومسجدها الأقصى ولن يتوقف رغم ما يواجه من عثرات، فثورات الشعوب تحتاج إلى وقت حتى تبرز نتائجها الايجابية ففي أمريكا كانت حرب أهلية قبل الاستقرار وكذلك في دول أوروبا، وستكون نتائج الربيع العربي الأمل القادم للقدس".