كيف تحمين طفلك من التأثر بالإعلانات التجارية؟
تاريخ النشر: 28/09/16 | 0:37اختصاصية علم النفس وتعديل السلوك أميرة سلامة تقول: لقد اقتحمت الإعلانات التجارية حياة أطفالنا عبر القنوات الفضائية والإنترنت، وسلبت إرادتهم، وأصبحت تتحكم في عقولهم واختياراتهم، والدليل أنهم عند التسوق يتوجهون مباشرة نحو المنتج الذي شاهدوه في الإعلان
وإليكِ بعض النصائح للحد من تأثر طفلك بالإعلانات:
– قومي بإقناعه بشراء الأفضل: يجب أن يتعلم الطفل اختيار المنتج ذي المكونات عالية الجودة، وخاصة فيما يتعلق بالمأكولات والمشروبات بصرف النظر عما يتم الإعلان عنه، والترغيب فيه والتدقيق معه في المكونات المذكورة على أغلفة المنتجات، فمثلاً: المشروبات الغازية يكتب عليها أنها تحتوي على الكافيين، فيمكن إطلاعه على الأضرار الناتجة عن تناول الأطفال لمشروبات تحتوي على هذه المادة، ولا يعني ظهور أطفال في عمره يشربون هذا المنتج ويشعرون بالسعادة في الإعلان أنه لا يضرهم، كما يجب توجيهه لشراء مشروبات مفيدة كاللبن والعصير الطازج.
– الحد من مشاهدة الإعلانات: الفواصل الإعلانية التي تتخلل برامج وقنوات الأطفال لها تأثير كبير في تشكيل وعي الطفل، ولوحظ في الفترة الأخيرة توجه الإعلان نحو الاستعانة بأطفال لمزيد من الجذب، وأصبح الأمر لا يقتصر على المنتجات الخفيفة كالمقرمشات والحلوى، بل امتد إلى إعلانات غير موجهة بالأساس إلى الأطفال، مثل: الأجهزة المنزلية والشقق والفلل، ربما ليؤثر الأطفال على آبائهم ويدفعوهم للشراء، وعليك أن تقللي من وقت مشاهدة الطفل للتلفاز قدر الإمكان، وأشغليه بأعمال وأنشطة أخرى، وإن كان طفلك يتابع برنامجه المفضل، اطلبي منه تغيير القناة في وقت الفواصل الإعلانية أو قومي أنت بذلك، واحرصي على مشاهدة طفلك لبرامج خالية من الإعلانات باستبدال برامج التلفزيون بأفلام كارتون أو برامج أطفال محملة مسبقاً على جهاز الكمبيوتر أو استخدام الفلاش ميموري على شاشة التلفزيون.
– علمي طفلك قيمة النقود: ينصح الخبراء بمنح الطفل مصروفاً بسيطاً بداية من سن خمس سنوات تقريباً، حيث يستطيع الأطفال فهم معنى النقود واستخداماتها في هذه السن، وفي نفس الوقت تشجيعه على الادخار، فمثلاً: إذا طلب الطفل لعبة جديدة رآها في إعلان، يمكنك أن تستعلمي عن ثمنها وتحسبي معه الفارق بين سعرها وما قام بادخاره، وهكذا يتعلم الطفل أن عليه الموازنة بين رغباته وبين ما يمتلكه من نقود.
– كوني قدوة: إذا كان لديك شغف لتجربة المنتجات التي يتم الإعلان عنها، فلا تظهري ذلك أمام طفلك، فالطفل سريع التأثر بتصرفات والديه، ومن الطبيعي أن يحذو حذوهما، وإن ربط طفلك بين مشترياتك وبين الإعلانات التجارية، أخبريه بأنك تشترين بعض المنتجات على سبيل التجربة، وإن لم تكن على المستوى المطلوب، ستتوجهين لشراء منتجات مماثلة أخرى.
علميه أصول الإنفاق: حدثي طفلك عن القيمة المعنوية للأشياء، واشرحي له الفارق بين الضروريات كإيجار المنزل وبنزين السيارة والطعام والكماليات كالألعاب، وفسري له أن قيمة الأشياء لا ترتبط بمدى ارتفاع أسعارها أو بكونها على الموضة، بل بقيمتها المعنوية بالنسبة للشخص، وأن هناك أولويات يجب مراعاتها عند الشراء مع تجنب إشعار الطفل بأنك مضطرة لعدم شراء هذه اللعبة؛ لأنك لا تملكين ما يكفي من النقود مثلاً، وذلك حتى لا يشعر بالحرمان.
– إعطاؤه مساحة من الحرية: الاستجابة المطلقة لرغبات الطفل أسوأ ما يمكن أن يقدمه الوالدان لأبنائهما، فالطفل المدلل لا يتعلم تقدير النعمة ولا الصبر، ولا يتعلم كيفية التعامل مع إحباطات الحياة، كما أن المنع النهائي يعطي نتائج عكسية، فإن كانت سياستك عدم شراء أي منتجات يتم الإعلان عنها، عليكِ إعادة النظر في الأمر، إذ يجب إعطاء الطفل بعض الحرية في الاختيار، ويمكن الاستجابة لبعض الطلبات كماركة الملابس الرياضية التي يفضلها طفلك أو التوجه بطفلتك للمكان الذي تفضل أن تشتري منه مستلزماتها.
التخطيط المسبق: لكي تتفادي طلبات طفلك المفاجئة أثناء التسوق عندما يرى منتجاً يتم الإعلان عنه قد نزل للتو في الأسواق، يجب أن تتفقي معه قبل التوجه للسوق بأنك ستسمحين له بشراء شيء واحد له في حدود مبلغ معين على أن يختاره بنفسه، فهذه الطريقة تمنحك فرصة للتفاوض مع الطفل إذا عدل رغباته أو طلب شيئاً غير متفق عليه.