المفكر العراقي د.حسام محيي الدين الألوسي نجم لا يخبو بريقه أبدا
تاريخ النشر: 01/12/13 | 2:58من جديد يداهم الموت الإبداع الفكري والثقافي فيختطف فيلسوف بغداد، وسادن الثقافة والفلسفة، المثقف النقدي العراقي الكبير د. حسام محيي الدين الألوسي، بعد مسيرة عطاء لا ينضب في سوح الفلسفة والفكر النقدي والثقافة التنويرية الحداثوية المعاصرة امتدت عقوداً من الزمن، حيث ترجل عن صهوة مجد الابداع في تشرين أول الماضي، مودعاً ومغادراَ ساحة الفكر الى عالم الخلود الأبدي.
يعد د. حسام الألوسي من أبرز المفكرين والاكاديميين والمثقفين المشتغلين في حقل الفلسفة والتنوير، ترك بصمات واضحة في الفكر والوعي الفلسفي العراقي والعربي الحديث، وحظي بالاحترام والتقدير لدى الأوساط الثقافية في العراق والوطن العربي لمنهجه الفلسفي الجدلي ومنجزه الفكري النقدي والتاريخي. انه ظاهرة مضيئة وساطعة في الاجتهاد الفكري والشجاعة النقدية والتعفف الأخلاقي والاستقامة المبدئية، ظاهرة تبدو غريبة في زمن النفاق والخواء والتخلي عن القناعات العقائدية والايديولوجية والسياسية والأكل من خبز السلطان والضرب بسيفه.
حسام الدين الألوسي، الباحث والمفكر وأستاذ الفلسفة بجامعة بغداد، هو شاخص فكري، وصاحب مشروع نقدي يمهد الطريق امام فلسفة عربية جديدة وأصيلة معاصرة. انشغل واهتم بدراسة الفكر الاسلامي بشقيه الفلسفي واللغوي، واهتم بمعالجة قضاياه بمنظور عقلاني مسترشداً بالمنهج الجدلي التاريخي الاجتماعي. وقد كرس جزءاً من جهوده العلمية في الجدال والسجال المعرفي النقدي لاطروحات بعض المفكرين والمثقفين العرب المعاصرين أمثال: حسين مروة، حسن حنفي، محمد عابد الجابري، الطيب تيزيني، صادق جلال العظم وسواهم.
عكف الألوسي على الدراسة والتمحيص والبحث والتأليف في الجانر الفلسفي واشتهر باعماله وانتاجاته الفلسفية العظيمة، وصدر له عشرات الكتب الثقافية والفلسفية، من أهمها وأبرزها: "حوار بين الفلاسفة والمتكلمين، مشكلة الخلق في الفكر الاسلامي، الأسرار الخفية في العلوم العقلية، من الميثولوجيا الى الفلسفة أو بواكير الفلسفة قبل طاليس، الزمان في الفكر الديني والفلسفي القديم، دراسات في الفكر الفلسفي الاسلامي، فلسفة الكندي وراء القدامى والمحدثين فيه، التطور والنسبية في الأخلاق، الفلسفة والانسان، الفلسفة اليونانية قبل ارسطو، مبادئ علم الاجتماع والفلسفة، مدخل الى الفلسفة، حول العقل والعقلانية، الزمان في الفكر الديني والفلسفي وفلسفة العلم".
والى جانب كونه فيلسوفاً كان الألوسي شاعراً يمتلك شعرية خصبة وخاصة، وله في هذا المجال ديوان شعري يحمل اسم "زمن البوح"، الذي قال عنه: "ان هذا الديوان يحمل غربة عن الزمن وعن الآخرين وعن تراثي، وأنا ليس كما يراني الناس منتظماً فانا أعرف انني ربما ضللت الطريق، وحين تجدوني وحدي فأنا كذلك في الديوان وفي سلوكي، حيث انكم ستجدون في القصائد انساناً يتكلم بعقله في بيت شعر ما، وفي بيت آخر يتحدث بقلبه ".
حسام الدين الألوسي مفكر رصين، نظيف، قوي الروح، سديد الرأي، عميق الفكر، واسع الثقافة والمعرفة، وهو من اصحاب الاتجاه الماركسي وفلسفة العلم، وأحد أعمدة وأركان الفكر العراقي، الذي عرفته المنديات الفكرية، وكان له باع طويلة في ميادين وحقول الفكر النقدي والحراك الفلسفي، لكنه لم يلق الاهتمام الذي يستحقه خلال حياته وعمره المعرفي، فرحل وغاب عن حياتنا بصمت وهدوء بعيداً عن الضجيج الاعلامي. وتشكل وفاته خسارة كبرى وفادحة للفكر العراقي والعربي وللمشروع الفلسفي المعرفي التنويري العقلاني، في ظل الرحيل التسلسلي التدريجي لأئمة وعمالقة الفكر الفلسفي على امتداد الوطن العربي. واذا كان الألوسي غادر سماء الفكر الانساني اليساري التقدمي الا انه يبقى نجماً لا يغيب، ولا يخبو بريقه أبداً.
هذا مش حسام محي الدين هاذا حسام مخرب الدين
لقد خسرالعرب مفكر كبير في الفلسفه ولاكنه وضع بصمه واضحه وستبقى