الديوان…
تاريخ النشر: 12/07/11 | 2:23
لا خلاف على التعزية والحداد في الإسلام، وهناك شبه إجماع عليهما ولمدة ثلاثة أيام واجبة اتفق عليها الأئمة الأربعة ولكن بالنسبة للجلوس وتقبل التعازي فليس هناك إجماع بالكامل وترى الأغلبية أن لا مانع من جلوس أهل الميت وذويه من أجل تقبل التعازي ما لم يترتب على ذلك محرم شرعي كالندب والنياحة وصنع الطعام الذي فيه مظهر من مظاهر التفاخر والتكابر. ولا شك أن خير هدى هدى رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وفي إتباع السنة خير عظيم وعنه أنه قال في هذا السياق: “اصنعوا لآل جعفر طعاما فقد شغلوا عن أنفسهم اليوم” وقد عزى الرسول ابنته لما قبض ابنها،فعن أسامه بن زيد رضي الله عنه قال: أرسلت ابنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إليه: أن ابنا لي قبض فأتنا.فأرسل يقرأ السلام ويقول: ان لله أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فلتصبر ولتحتسب.لذا شرع الإسلام التعزية من باب التصبير والحمد على الصبر بذكر ما يسلي المصاب ويخفف عنه. وقد مضى على بعض الناس في مجتمعاتنا حين من الدهر كانوا يعلنون فيه على الملأ وعندما يفقدون عزيرا أو عزيزة أنه عليهم لن يقام للفقيد/ة بيت عزاء بحجة أن المرحوم/ة أوصى/ت بذلك إما لعدم إحراج الأهل لافتقادهم إلى مكان يجتمع فيه أهل العزاء والمعزون أو للاعتقاد بأن بيت العزاء هو عادة توارثتها الأجيال جيلا بعد جيل وليست سنة مؤكدة. وان كان هذا السبب أو ذاك فأن ظاهرة عدم إقامة بيوت للعزاء وبشكل رسمي انتشرت في السنوات العشر الأخيرة وبشكل بارز وفي بلدي باقة الغربية بالذات وظاهرة كهذه كانت تبرز أكثر في فصلي الخريف والشتاء أكثر منها في أواخر الربيع والصيف والسبب في ذلك واضح ففي فصلي الربيع والصيف يستعاض عن الغرف بالساحات أو بالطرقات المحاذية لمكان العزاء.
هذه الظاهرة حدت ببعض الغيورين على تكامل وتكافل النسيج الاجتماعي،(ونذكر منهم اللجان الشعبية ولجان الصدقات والزكاة)،وانطلاقا من مبدأ المساواة الذي نادى به الإسلام وأن المسلمين كأسنان المشط وأنهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى،سعوا إلى إقامة بيوت شعبية تخدم كافة أبناء البلد الواحد أطلقوا على الواحد منها اسم “ديوان” أو “بيت الشعب” تقام فيها الاجتماعات للمناسبات الدينية والتربوية وبيوت العزاء وبيوت كهذه شجعت الكثير على إقامة بيوت العزاء تراجع فيها وتقلص دعاة عدم إقامة بيوت العزاء.
لقد جاءت هذه الخطوة المباركة لتسد ثغرة عانت منها غوائل كثيرة خاصة تلك التي عانت من ضيق المسكن…إنها خطوة في الاتجاه الصحيح إنسانية،اجتماعية،تكافلية وحتى دينية من الدرجة الأولى تذوب فيها وتتلاشى الفوارق الطبقية الاجتماعية ويتساوى فيها الجميع ذوو الإمكانيات المحدودة من حيث المسكن وذوو الإمكانيات والتي تفي بالحاجة وبغير حدود.
وفي زيارتي الأخيرة لأحدى مدننا الكبيرة في المثلث لتقديم واجب العزاء إلى زميل مرب عزيز فقد ابنه وهو في ريعان شبابه،سرني،علما أنه ليس في موقف العزاء سرور،أن بيت العزاء لفقيدنا الشاب مقام في أحد مساجد المدينة وعلمت من صديقي المربي المتقاعد الذي رافقني في هذه المناسبة وهو ابن هذه المدينة،أن مسجدا يشيد الآن تخصص فيه قاعة لا تقل مساحتها عن 400 متر مربع لاجتماعات ومناسبات دينية وكبيت للعزاء مضافا إلى قاعات في ثلاثة مساجد أخر تفي بالغرض نفسه.
وبالمناسبة،وكلمة حق تقال وللتاريخ فأنه أقيمت في العديد من المدن والقرى الفلسطينية ومنذ زمن بعيد “بيوت للعزاء” كانت تخدم أما أبناء الحمولة الواحدة أو أبناء الحارة أو الحي الواحد كان يقوم على خدمة هذه البيوت والقيام بأعبائها أبناء الحمولة أو الحي أو الحارة.
وقبل أن أنهي تدوين مقالتي هذه تسألني زوجتي الحاجة عم أكتب،وأقول لها أنني أعالج موضوع بيوت العزاء وظاهرة انتشار بيوت الشعب والدواوين التي جاءت لتؤدي كذلك وظيفة بيوت العزاء بالإضافة إلى وظائف أخرى فقالت: طوبى للذين سعوا وأقاموا مثل هذه البيوت بارك الله فيهم وفي عملهم وجزاهم الله كل خير…وعقبال النساء أليست النساء كالرجال فهن بأمس الحاجة إلى مثل هذه البيوت لأن بيت الرجل الضيق هو نفسه بيت المرأة زوجة كانت أم ابنة،فحبذا لو أقيمت بيوت للنساء كذلك لتحقيق مبدأ العدالة والمساواة…فما رأي الجمعيات والمنظمات والأطر النسائية…فالطابة في ملعبكن كما يقولون: “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون” صدق الله العظيم.
يا سيدي هناك ايضا في بيوت العزاء التعاطف مع اهل الفقيد باخذ الذبائح
التي هي حمل على اهل الفقيد واقول حبذا لو ان اهلنا بدل اخذ الذبائح ان تجمع هذه الاموال وتعطى لاهل الفقيد اذا فقد رب العائله لانهم سيكون بحاجه ماسه للمساعده اذا كانت الحاله الماديه قليله.
فان اهل الفقيد ينشغلون جدا ويعانون من كثرة الذبائح. عدد الذبائح التي تصل بيت العزاء في بعد البيوت لا تقل عن عشره واكثر
الحاج ابوا اياد المحترم الهدف من بيت العزاء هو مواسات اهل الميت بالكلمه او باي شيئ واظن ومن تجربه ان اهل الميت يكونون في وضع لا يحسدون عليه وايضا لا اظن انهم يتذكرون كل هذه التسليفات الذي يقدمونها المعزين لهم لانهم في عالم غير عالم المعزين في النهايه اقول الزياده كالنقصان والهدف السامي يجب ان يغلب في كل الاوقات سواء في العزاء او الفرح وانا مع الحاجه رقيه فهي تنطق ذهبا وجواهر سلامي لكم
حياك الباري استاذي الكريم وجمل ايامك بالسعادة والعطاء.
المناسبات الاجتماعية…ضرورية لتواصل الناس معا..ولخلق مناخ التاخي والود الجميل.
الوحدة…تخلق الكابة والجنون..
قبل عدة شهور اقيم في قريتي كفرقرع احتفال تدشين بيت الشعب القرعاوي..باسم المرحوم
فهمي سليمان فنادقة…الذي تم بناؤه بتبرعات اهل الخير..هذا البناء مخصص للاهداف
الاجتماعية التي ذكرتها في المقالة.
استاذي الكريم..ارفع اليك اجمل تحيات الشكر والعرفان على مقالاتك الهادفة..التي
تدل على الحكمة بشخصك الفاضل..
اتمنى لك العمر السعيد…ودوام الصحة والعافية..
شكرا جزيلا للمربي حسني بيادسة على مقالته الهادفة!
طبعا، أبارك إقامة مثل تلك البيوت أو القاعات للمناسبات
الدينية أو لتكون مقرا لأهل الفقيد لتقبّل التعازي…
كذلك، أقترح أن تشمل تلك البيوت/القاعات قسما للنساء.
بالمناسبة: أدعو ذوي اليسار واللجان الشعبيّة إلى إقامة
النوادي والقاعات للقاءات الثقافيّة والاجتماعيّة وللفعاليّات
الرياضية للشباب ولجميع الاشرائح العمريّة في البلدة.