لنْ أنتخبَكِ لأنّكِ أُنثى، بلْ لأنَّكِ أُمّي
تاريخ النشر: 08/09/16 | 0:07تشتد حمى الانتخابات في الوطن الجريح، والمقسّم بين قطعتي أرض من أرض فلسطين، والمرشحون منشغلون هذه الأيام في حشد الأصوات، والمصيبة أنّ أُمّي ركبتْ رأسها في هذه المرة وأرادتْ التّرشح للانتخابات المحلية، وذات يوم جئت إليها فجدتها مشغولة بوضع القوائم، فقلت لها سأنتخبكِ يا أُمّي ليس من باب العطفِ على النّساء اللواتي مثلكِ أردن الترشح بلْ لأنّكِ أُمّي .. فردّتْ أنتَ يا ولدي حرٌّ فيما ستنتخبُ، ولو أردتَ أنْ لا تعطيني صوتكَ فلنْ أزعلَ عليك البتّة، فنحن في دولةٍ ديمقراطية أليس كذلك؟ فقلتُ لها يصعب عليّ أنْ أعطيَ صوتي لامرأةٍ أخرى غيركِ، فقالتْ بغضبٍ شديدٍ لن أجبركَ على نزعِ صوتكَ لكي تصوت لي، فأنتَ يا ولدي حرٌّ برأيكَ..
فتركتها وذهبتُ إلى البلكون لكيْ أُدّخن سيجارةً وقلتُ في ذاتي ما أصعب أنْ لا أعطي صوتي لأُمّي ليس لأنّها أنثى، بلْ لأنها تظلّ أُمّي، فكيفَ لي أنْ أخسّرها الانتخابات، فهي تريدُ أنْ تكون رائدة في عمل الخير وتطمحُ كغيرها من النّساءِ أنْ تعمّر البلد، فلماذا أحجبُ صوتي عنها لكونها أُنثى..
عطا الله شاهين