يجب على الأهل عدم تلبية كل متطلبات اولادهم
تاريخ النشر: 06/12/13 | 9:30يحدثنا الدكتور جوستين كولسون هو مدرب الأبوة والأمومة ومؤلف كتاب ما يحتاج طفلك منك عن طريقة التعامل الصحيحة مع أبنائنا ولماذا لا يجب علينا طوال الوقت ازالة كل العقبات والصعوبات التي تواجههم.
الدكتور جوستين يشبّه الأطفال بالنباتات العضوية التي نتركها لتنمو من دون أي مساعدات خارجية من مبيدات حشرية أو أسمدة مما يجعلها أقوى وأكثر استعدادًا لمواجهة التقلبات الطبيعة. على عكس النباتات الأخرى التي لا تستطيع مواجهة الظروف الطبيعة إلا اذا ساعدناها بالأسمدة والمبيدات. الحال ذاتها بالنسبة للأطفال اذا قام الأهل بتسهيل كل الصعوبات والعقبات التي تواجههم من دون أن نسمح لهم بمحاولة التغلب عليها بأنفسهم فسوف يكبر الأولاد ليصبحوا معتمدين بصورة كلية على الأهل ولن يستطيعوا حل مشاكلهم الخاصة من دون مساعدة.
عدم الاستسلام وإعادة المحاولة مع ولدك هي احد اسباب نجاحه في مواجهة تحديات الحياة
لا تستسلمي لرفض طفلك للقيام بالمهام بسهولة بل يجب عليك اعادة المحاولة أكثر من مرة حتى يتمكن ولدك من القيام بها. مثال على ذلك، اذا قمت بالاشتراك لولدك في احد الألعاب الرياضية مثل التنس أو السباحة فمن الطبيعي أن يواجه الولد صعوبات في بداية التمارين وقد يلجأ اليك للتوقف عن ممارسة اللعبة حتى لا يضطر لبذل مجهود زائد. معظم الامهات قد يستسلمن لرغبة الولد بحجة انه أضعف من ممارسة هذه اللعبة أو أنه ما زال صغير السن. وبهذا تكون قد قدمت لولدها حلًّا سهلًا لإحدى الصعوبات البسيطة التي واجهته مما يجعله يلجأ الى نفس الأسلوب في كل مرة يصطدم بمشكلة أو عقبة في حياته.
والتصرف الصحيح في المثال السابق هو ان تتحاور الأم مع ولدها برفق وتعيده مرة أخرى الى التمرين مع الاصرار على أن يعيد المحاولة أكثر من مرة. والنتيجة في هذه الحالة أن الولد سيتمكن بعد فترة من ممارسة اللعبة بصورة أفضل وبهذا يعتاد أن يحاول أكثر من مرة للوصول الى النتيجة المطلوبة منه مما يجعله أكثر صلابة وأكثر قدرة على التعامل مع التحديات التي قد تواجهه.
مثال آخر، اذا طلبت من طفلك ترتيب غرفته فإنه غالباً ما سيبدأ بالبكاء ويطلب منك مساعدته في جمع الأغراض وسوف تجدين نفسك في النهاية قد قمت بترتيب الغرفة بنفسك. والتصرف الصحيح في مثل هذه الحالة أن تصر على موقفك وتطلب من طفلك بإصرار وحزم أن يبدأ في ترتيب غرفته بنفسه مما يعطي للطفل انطباع بأنه يجب عليه ألا يلجأ دوماً للحلول السهلة لمساعدة من دون ان يحاول انجاز المطلوب منه.
وتفيد الدراسات بأن الآباء والأمهات الذين يقومون بإزالة العقبات من مسارات أبنائهم، سواء كانت هذه العقبات في الرياضة، تعلم الموسيقى، المشاريع المدرسية، والأعمال المنزلية، يشب هؤلاء الأبناء مع سمتين محددتين وهما تقلص القدرة على التعامل مع التحدي والشعور الدائم بالاستحقاق. مما يجعلهم أضعف من غيرهم في مواجهة تحديات الحياة.
نعلم جيدأً أنه من الطبيعي والفطري ألا يرغب الأباء في رؤية أبنائهم يعانون مما يدفعهم لتسهيل الأمور عليهم دوماً. ولكن الآباء الذين يعملون مع أطفالهم للتغلب على العقبات ويكتفون بتقديم الدعم لهم خلال نضالاتهم ومحاولاتهم، يتمكن أولادهم من تطوير نمو عقلي قوي، وادراك جيد لمفهوم أنمع الصبر والعمل الشاق يمكن التغلب على المواقف الصعبة. وهؤلاء هم الأطفال الذين يصبحون أكثر صموداً لتحديات الحياة مع شعور قوي بتقدير الذات.