متطلبات المرحلة فلسطينياً
تاريخ النشر: 02/12/13 | 3:48لا يخفى على احد الوضع المتفجر فينا بالعنف والجريمة والجنوح والانحدار الحاصل في مجتمعنا، وما يدور حولنا من تقلبات سياسية في العالم العربي وشرقنا الأوسطي وما يترتب على الإتفاق الامريكي- الايراني في جنيف من تداعيات وآثار وانعكاسات سياسية ومستقبلية على المنطقة. كذلك لا يمكن اهمال المتغيرات في المناخ السياسي الاسرائيلي، وتفشي العنصرية، وتنامي الفكر الفاشي والشوفيني العصبوي في المجتمع الاسرائيلي، والتحريض المتواصل على جماهيرنا العربية، والمواجهة اليومية التي تفرضها المؤسسة الصهيونية الحاكمة بفعل سياستها ومخططها التهجيري الترحيلي في النقب المعروف بمخطط، برافر"، الذي يمثل نكبة جديدة بحق شعبنا، فضلاً عن تكثيف الاستيطان في الاراضي الفلسطينية والقدس الشرقية بهدف تكريس وتخليد الاحتلال. ناهيك عن تعثر المفاوضات السلمية بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي برعاية الولايات المتحدة، وعدم احراز أي تقدم في المسار التفاوضي حول الحل النهائي للقضية الفلسطينية، ما أدى إلى انسحاب الوفد الفلسطيني وتقديم استقالته بعد استنفاذ مساحة المناورة السياسية وكسب الوقت من قبل الجانب الاسرائيلي.
وفي الوقت نفسه يتواصل الانقسام الفلسطيني المدمر الذي يتهدد مستقبل المشروع الوطني الفلسطيني، ويضعف الحركة النضالية والكفاحية والمسيرة التحررية الفلسطينية. ويبدو أن لا مصالحة بين حماس وفتح، ولا تفاهم بينهما، مهما تحدثوا وصرحوا وكذّبوا..!. فقد بات الحديث عن وحدة الشعب الفلسطيني ولحمته الوطنية والمصالحة التاريخية حديثاً ممجوجاً ومستهلكاً، وأصبح أملاً وحلماً بعيد المنال..!
لا ريب أن سلطات الاحتلال تستغل ضعف الوضع الفلسطيني وحالة الانقسام الداخلي والوهن العربي، لتنفيذ مشروعها السياسي ومخططها الاستيطاني في الضفة، وإحكام الحصار والطوق الخانق على قطاع غزة، وتصفية الوجود العربي في القدس سعياً لتقويض أي حل سياسي يحقق أهداف النضال الفلسطيني التحرري الاستقلالي.
ان هذه المعطيات والحقائق حول الوضع الفلسطيني الراهن، تفرض على شعبنا الفلسطيني وفصائله وقواه الوطنية والديمقراطية واليسارية العمل بجدية والاسراع في اعادة الامور إلى نصابها، واعادة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، باعتبارها العنوان الأول والأخير، والحاضنة للنضال الفلسطيني، وأهم مكتسبات ومنجزات شعبنا الفلسطيني، ولأجل انضمام القوى والفصائل الوطنية والتقدمية والاسلامية تحت رايتها، وفق أسس واضحة تضمن الوحدة الوطنية وتلبي المطالب والأهداف الوطنية، في العودة والحرية والاستقلال وبناء الدولة الحرة المستقلة.
كما أن مقتضيات المرحلة تفرض على جماهيرنا العربية الفلسطينية الباقية في وطنها، وعلى قواها السياسية والوطنية والمدنية والأهلية وهيئاتها التمثيلية انتهاج استراتيجية جديدة وسلوك مسؤول، أكثر من الماضي، بهدف بناء وتشكيل أوسع اصطفاف لقوى النضال والكفاح والعمل السياسي والأهلي والشعبي، والوقوف في خندق واحد لمواجهة مشاريع النهب والسلب ومصادرة الأرض وهدم البيوت والمساكن بالحجة الواهية " البناء غير المرخص"، والتصدي للسياسة العنصرية الاضطهادية والاقتلاعية المتبعة إزاء جماهيرنا، والوقوف بكل قوة بوجه "برافر" لكي لا يمر. فنحن أصحاب الارض، وأصحاب القضية، وضحايا سياسة التمييز والافقار والحرمان، فلن نرحل من أرضنا ووطننا. اننا نحب الحياة، ونعشق الوطن، ونَحِنّ الى بيارات البرتقال في يافا ورمال حيفا وأسوارعكا وينابيع بيسان، ونطمح بغد أفضل ومستقبل أجمل للشعبين في دولتين متجاورتين. إن الموت في سبيل الوطن حياة، ولن يبقى في الوادي سوى حجارته.
اتفق معك تماما رؤيه صحيحه وفكر صائب