جلسة خاصة للجنة المعارف بالكنيست حول مجزرة كفرقاسم

تاريخ النشر: 03/12/13 | 0:00

شارك امس الإثنين رئيس بلدية كفر قاسم المحامي عادل بدير ونوابه ونواب البرلمان العرب إبراهيم صرصور، عيساوي فريج، حنا سويد، ومسعود غنايم، في جلسة خاصة للجنة المعارف حول مجزرة كفر قاسم، حيث تناول المشاركون قضية المجزرة من كل جوانبها التاريخية والقانوينة والأخلاقية، مع التركيز على الدور الإسرائيلي المفقود في هذا الشأن من حيث استخلاص العبر، والاعتراف بالمسؤولية الرسمية عن المجزرة ونتائجها، وانتهاء بدور وزارة التعليم ومؤسسات الدولة المختلفة في جعل المجزرة بكل تفاصيلها جزءا من منهاج الدراسة بهدف الوقوف على بشاعة الجريمة التي ارتكبتها إسرائيل في حق كفر قاسم وأهلها وبحق المجتمع العربي عموما منذ ذلك المساء الحزين في يوم الاثنين 29.10.1956 وحتى الآن.

شارك في الجلسة بالاضافة إلى النائب (عمرام متسناع) رئيس اللجنة، السيد إسماعيل عقاب أحد جرحى المجزرة، رضا جابر مدير عام مركز امان لمكافحة العنف، وروفيك روزنطال مؤلف كتاب عن مجزرة كفر قاسم، وكل من النواب زهافا جلئون، إيتان كابل، دوف حنين، روفي ريفلين، روت كلدرون، يفعات كريف، زفولون كالفا ويوني شطبون. هذا وشاركت ايضا ممثلتان عن وزارتي التعليم والدفاع.

سرد رئيس بلدية كفر قاسم والنواب العرب على مسامع الحضور، حقائق ووقائع عن المجزرة الرهيبة التي راح ضحيتها 49 مواطناً بريئاً، قتلوا بدم بارد فقط لكونهم مواطنين عرب تشبثوا بأرضهم، إضافة إلى قراءتهم لأحداثها وعلاقتها بحاضر العلاقة بين إسرائيل ومواطنيها العرب.

وأشاروا إلى أن معظم القتلى هم من أطفال ونساء وشيوخ، مؤكدين على أن الحقائق التاريخية المتعلقة بها حملت أكثر من دليل يشير إلى أن المجزرة حملت اجندة سياسية في صلبها استكمال ما لم يتحقق في إطار حرب 1948 من تهجير البقية الباقية من العرب الفلسطينيين الذين شاءت الأقدار أن يظلوا على ارض وطنهم الذي عاشوا فيه أسيادا لقرون طويلة. وعليه ستبقى المجزرة وصمة عار كبيرة في جبين إسرائيل.

وقالوا بأن إسرائيل لم تستخلص العبر، بل على العكس فهي مستمرة في إرتكاب المجازر ضد الشعب الفلسطيني، ولم تعترف بعد بمسؤوليتها الكاملة عن المجزرة، بل تعاملت معها ومع ضحاياها كما لو انهم كانوا ضحايا (طوشة!!) بين (قبيلتين!!) انتهت (بصلحة عشائرية!!) كما تقتضي العادات العربية، وهو الأمر الذي يُعتبر مذبحة اخرى في حق كفر قاسم وشهدائها.

هذا وأكدوا على ان استمرار المسؤولين الإسرائيليين في استعمال كلمة (أحداث!!) بدل كلمة (مجزرة/ مذبحة)، عند وصفهم لما جرى في كفر قاسم، لهو أكبر دليل على أنه ورغم مرور سبعة وخمسين عاما على المذبحة، ما زالت العقلية الإسرائيلية رافضة لقبول حقيقة أن ما جرى (مجزرة) ليس أقل من ذلك، وأن من نفذها ليسوا مجموعة من الجنود، وإنما حكومة إسرائيل حينها، الأمر الذي من المفروض ان تترتب عليه تبعات كثيرة لا تنتهي إلى الأبد.

كما ولفتوا الانتباه إلى أن أحداث يوم الأرض 1976، وهبة القدس والأقصى 2000، ومجزرة شفاعمر 2005 وغيرها من الأحداث آخرها مقتل عمال فلسطينيين أبرياء بدم بارد على يد عناصر الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، لتدل كلها على ما قرره رئيس المحكمة العسكرية التي حاكمت مرتكبي مجزرة كفر قاسم، حول ما سمي (العلم السود الذي يرفرف على الأمر غير القانوني الصارخ)، والذي دعا إلى رفضه، لم يتم استيعابه حتى الآن، وأن القيادات العليا في إسرائيل على المستويين السياسي والعسكري ما زالوا يستعملون من العبارات ما يهيئ الأجواء لارتكاب جرائم في حق العرب دون تردد.

وخلص رئيس بلدية كفر قاسم والنواب العرب إلى أنه قد آن الأوان لأن تعترف إسرائيل بمسؤوليتها الكاملة عن المجزرة، والذي يعني فتح ملفها من جديد، والاجابة عن أسئلة كثيرة ما زالت مفتوحة، من اهمها، ما العلاقة بين المستوى السياسي والعسكري في أحداث المجزرة، لماذا أصرت إسرائيل على التعامل مع المجزرة كما لو كانت طوشة ؟ لماذا تصر إسرائيل من خلال مؤسسة التامين الوطني ذراعها التنفيذية على اعتبار جرحى المجرزة ضحايا حادث عمل ليس اكثر؟ لماذا لم تعوض إسرائيل كفر قاسم من حيث الميزانيات والأراضي كجزء من ثمن دَيْنٍ يستطيعوا الوفاء به مهما فعلوا لعلاقته بدماء زكية وارواح طاهرة؟ لما ترفض إسرائيل حتى (الاعتذار) لأهالي الضحايا ولسكان كفر قاسم، والاكتفاء فقط (بابداء الأسف)؟ لماذا تم الافراج عن القتلة بعد ثلاث سنوات فقط، ولماذا سُمح لهم بتسلم أرفع المناصب في الدولة؟ إلى غير من الأسئلة المهمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة