فيلم “اشتباك”… ثورة أم انقلاب؟
تاريخ النشر: 07/09/16 | 14:513 سنوات مضت منذ إطاحة الجيش المصري بمحمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيًا في مصر في تموز/يوليو 2013، وما زالت مصر مقسمة تجاه ذلك بين فريقين، أحدهما يراه ‘ثورة’ والآخر يراه ‘انقلابًا’.
فيلم ‘اشتباك’ جاء ليختزل هذه السنوات الثلاث في مشاهد بدت وكأنها مستوحاة من واقعة سيارة ترحيلات سجن أبو زعبل وبداخلها 25 معتقلًا من توجهات فكرية مختلفة، وتسير في شوارع القاهرة، بما فيها من مظاهر الحياة اليومية، والاحتجاجات والمظاهرات.
و’سيارة ترحيلات أبو زعبل’ واقعة تعود إلى 18 آب/أغسطس 2013، بعد 4 أيام من فض اعتصام مؤيدي محمد مرسي، بميداني رابعة العدوية والنهضة (بالقاهرة الكبرى)، حيث تم القبض على عشرات من المتظاهرين، وخلال قيام الشرطة بترحيلهم من قسم مصر الجديدة (شرقي القاهرة) إلى سجن ‘أبو زعبل'(شمالي القاهرة)، توفي 37 منهم اختناقًا بالغاز داخل السيارة.
أُزيح الستار عن الفيلم، مساء الأربعاء، 27 تموز/يوليو الماضي، داخل 35 دار عرض سينمائي بمصر، بعد موجة مثيرة للجدل على المستويين السياسي والفني، منذ أن تم اختيار الفيلم للمشاركة في مسابقة ‘نظرة ما’ بمهرجان كان في أيار/مايو الماضي.
‘اشتباك’، الفيلم الذي أخرجه الشاب محمد دياب، يقدّم عرضًا سينمائيًا رمزيًا لحالة الاضطراب السياسي التي تعيشها مصر منذ إطاحة الجيش بمرسي من الحكم بعد عام واحد من انتخابه.
قبل عرضه ومعرفة محتواه، لم يسلم صنّاع الفيلم من الهجوم المزدوج من قبل أنصار النظام المصري ومعارضيه في آن واحد، فأنصار النظام هاجموا الفيلم بدعوى تبنّيه وجهة نظر جماعة الإخوان المسلمين، فيما يراه ‘الإخوان’ محاولة لتحسين صورة النظام والشرطة في مصر.
تحوّل الفيلم إلى حديث مواقع التواصل الاجتماعي على مدار الأيام الماضية، وتخطى ‘البرومو’ الخاص به (الإعلان الترويجي)، حاجز 2.5 مليون مشاهدة على الصفحة الرسمية للفيلم على فيسبوك، بخلاف انتشار هاشتاغ (وسم) #اشتباك على ‘تويتر’.
وبعيدًا عن هذا الجدل الدائر داخل مصر، نال الفيلم إشادات من الخارج، فأرسل نجم هوليوود الفائز بجائزة الأوسكار مرتين، الأمريكي توم هانكس، خطابًا ورقيًا إلى مخرج الفيلم يقول فيه: ‘سوف يتمكن فيلمك من أن يمس الكثيرين وينيرهم من الداخل، وسوف يدركون أيضًا أن الإنسانية هشة بدرجة كبير، ولكننا جميعًا على القارب نفسه’، موجهًا الشكر لكل فريق العمل.
أما البريطاني دانيال كريغ، بطل أفلام ‘جيمس بوند’، فقال في خطاب إشادته لدياب: ‘الفيلم قادر على تغيير الصورة النمطية لدى الغرب عن مصر’.
بعد يوم واحد من نزول الفيلم إلى دور العرض، تواصلت موجة الجدل التي أثارها الفيلم بين مؤيد وناقد.