الحانة
تاريخ النشر: 05/09/16 | 8:03كان ذاك الرجل عائدا ذات مساء من عمله وأراد كعادته أن يجلس على مقهى اعتاد الجلوس فيه فكل مساء لاحتساء قهوته، لكنه وجده مغلقا، فسار في ذات الطريق، ووجد حانةً قديمة لم يدخلها البتة من قبل، فولج إلى داخلها وبدت مضاءة بأضواء خافتة، وسمعَ موسيقى راقصة بصوت هادئ تصدح في أرجاء الحانة، فجلس على الطاولة، وانتظر من يأتي لكي يخدمه، فأتت نادلة بتنورتها القصيرة وابتسمت له، فقال لها: قهوة عربية لو سمحتِ، فردّتْ عليه لا يوجد للأسف، يوجد قهوة تركية، فقال لها: لا بأس فذهبتْ النادلة لإحضار فنجان القهوة، وخلفه كانت تجلس امرأة متوسطة الجمَال وكانتْ تتحدث بالموبايل وبدت عصبية، لكنه لم يكترث لها وبعد قليل بدأت تنفث دخان سيجارتها صوبه، لكنه آثر الصمت، وبعد عشر دقائق أزعجته بسيجارتها، فطلب منها أن تنفث إلى جهة أخرى، لكنها لم تسمعه، فقام وتكلّم معها بكل أدب، لكنها بدأت تصرخ، فأتى الساقي وقال ما المشكلة؟ فقال ذاك الرجل بأن تلك المرأة تزعجه بدخان سيجارتها، فقال الساقي ذاك الرجل دعكَ منها وقمْ واجلس في تلك الزاوية بعيدا عن دخان السجائر، فاستجاب ذاك الرجل وذهبَ وجلسَ هناك وبدأ يشرب قهوته وبعدما انتهى وهمَّ بالخروج، هددته تلك المرأة بأنها ستعاقبه، فصرخ في وجهها، وخرج من تلك الحانة غاضبا وقال في ذاته: لن أذهب إلى تلك الحانة مرة أخرى.
عطا الله شاهين