فتاوى للبيع

تاريخ النشر: 05/09/16 | 12:33

في هذه الأزمنة المتأخرة انتشرت فتاوى غريبة عرض أصحابها اقوال كبار العلماء، وليست الخطورة هنا بقدر ان تنقل إلى الناس دون آليات او معرفة للمآلات في ظاهرة عجيبة إصابة الناس بالذهول والاستغراب. حيث أصبحت الفتاوى تنهال على اسماعنا في كل يوم من بعض “المشايخ” من مجانين الإفتاء و”علماء” الجهالة الذين لا يتقون الله فينا وفي انفسهم وفي دينهم ودنياهم، والذين تربعوا على عرش الفتاوى الدينية، فليس من الصعب ملاحظة انه في السنوات الأخيرة تفرغ غالبية “الشيوخ” لمهنة يمكن ان نسميها (اصدار الفتاوى حسب الطلب) بحيث باتوا ظاهرة خطيرة قد تؤدي بالإسلام والمسلمين إلى الانزلاق إلى الهاوية، وكيف لا؟ وهم وللأسف الشديد يتمتعون بثقة وتصديق يقتربان من درجة التقديس عند بعض الناس. فهم يتمنطقون بما قال الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح، ويجيرون الحق لخدمة الباطل بالتأويل والتخريج المسموم عن قصد ولمصلحة او غرض دنيوي، بل وفوق كل هذا يطلقون من فوق المنابر نيراناً لا تصد ولا ترد من الترهيب والتفكير والدعاء بالويل لكل من تسول له نفسه الوقوف امام جهالاتهم.
زد على ذلك الزخم الإعلامي الذي يظل مصاحباً لتلك الفتاوى الشاذة، ويعيد تدويرها مرة أخرى من خلال طرحها كقضايا تستحق النقاش وابداء الرأي.
لقد حرم الله سبحانه وتعالى القول عليه بغير علم وقرنه بالشرك به والعياذ بالله. حيث قال سبحانه وتعالى: (قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ) [يونس: 69]. وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ” اخوف ما أخاف على امتي بعدي الائمة المضلون “. رواه الألباني
فالفتوى هي عبارة عن توقيع مع رب العالمين، وان التحليل والتحريم حق لله سبحانه وتعالى ولا يجوز لاحد ان بفتي في دين الله إلا عن علم وبصيرة وبالاستعانة بكتاب الله واحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم الصحيحة، لا بالاستعانة بالاحاديث الضعيفة والموضوعة لإخراج فتاوى شاذة.
فاتقوا الله سبحانه وتعالى واعلموا ان الله سبحانه وحده من له الخلق، وان الله سبحانه وحده له الامر والحكم حيث قال عز من قائل: (أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) [الأعراف: 54]. فلا خالق إلا الله سبحانه وتعالى ولا مدبر لشؤون العالم العلوي والسفلي إلا هو سبحانه، ولا حاكم للخلق ولا بين الناس عند الاختلاف إلا الله (وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ) [الشورى: 10].
فتعالى الله عما يصفون وسلام على المتقين والحمد لله رب العالمين

محمود عبد السلام ياسين

m7mod3bdalslam

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة