عقابيل
تاريخ النشر: 09/09/16 | 10:22هبوط الذاكرة
مبلّلة بنداها والرماد
رائحة الاكتئاب
كطفولةٍ يتيمةٍ في الزنازين…!
ملّتها النوازلُ
وصباحات مبتورة
تحتمي بلهاث الشجن
وبعيون أدركتها القيامات.
… … …
يا لهذا الهبوطِ
مع الذاكرةِ
بلا نسيانْ
تنطلقُ مع التلعثمِ،
مخارج الرثاء،
ومناوراتِ الذكرى
لتعاتب عتمة الصفحاتِ
ومنّا في الناطرين
مع فحيح الأِلم
وشظايا الجراح
تعرّجات المرايا المهشمة
وشحوباتها كخريف محاصر
بعطش الندى
تتمازجُ الآهاتُ
مع أسرارِ الغياب
وأحلامٍ مُقْعَدَةٍ
كخجلٍ يحومُ فوق الكانت بيادرنا
الغشاوة…!
غشاوَةُ الشَّمسِ
تستلقي معَ الأضدادِ
حتى صباحاتِ الارتواءِ
تَتَوقَّفُ الآهاتُ
رغم غَزارةِ الشبقِ
تَتدلّى ذاكرتُها
كقطراتِ صمتٍ
فتتبخّر حبيبات عينيها
وتغوص في الاحتلامِ حناياها
يُسمعُ صهيلُ الجامحات
وأوتارُ قيثارة
دوزنتها السَّنابكُ
أضواءُ الخيال …!
يستريحونَ بعدَ النشَّوةِ
كخدرٍ مقطّرٍ
يغرقونَ وضجيجَهم
بخيبةِ الذاتِ
ينتظرون كاتم الصوتِ
ليقنع السنابل بالراحة
وبالمقاعد الناعمة
يخادعونَ الندى
بتموجاتِ النعاسِ
يمزّقونَ شرايين الأتلامِ
ودفءَ القمرِ
يمضغون الترَوّي
كشرفاتٍ تُسنبلُ
أضواءَ الخيالِ
الإنكار…!
تُذرذرُها
ملامحُ أفكارهم المرقّعةِ
وتصريحاتُهم المتهتكة
تأخذُها ثرثرةُ البلاغةِ
لتتابعَ المسلسلاتِ التركيَّة
وغروبَ الشَّمسِ
معَ عقارب “بيج بن”.
… … …
تعبَ العطرُ من رائحتهم المزيفة
وانفصلَ الحبقُ عن حاله
أنكر سيدهم نفسه
ليعبُر الحاجز
ناي الشفاءّ…!
تحتويها
شهقات المتلقين،
وأماني الصاعدين
الى الكوثر
تأخذها شقائقُ النعمان،
لرقصات الغزلانِ
***
تقاسمتُ معها
خوابي النبيذِ
تثاؤبات الوردِ
عند الفجرِ
أهديتها، ناي الشفاء
وعبق الوجد
أنينُ الوشمِ…!
يئنُّ الوشمُ،
من أرق الوجفِ
ومن يقظاتِ الخلايا
يئنّ من تكاثر الجفاف
في عيون الماءِ،
وخيبة العزاء.
… … …
صارت مرابعنا “أجندة ” الغواياتِ
خفقات…!!
يقظةُ الخفقاتِ…!
تهمسُ لأنفاسِ أوتارها
إيقاعاتِ احساسِها
تتماهى مع وجع الكرى
وقافيات التخومِ
لمعابد النجومِ
… … …
الشيبُ عرَّش
فوق السنوات الغائبات،
وتمشَّى نحو الباقيات
كصدى جداريات
سكنتها حكايا الدماء
عقابيل…!
ستزهر العقابيل
في المواسم القادمة
ويسقط ورق التوت عن العورات
مسك نهديها،
يتمازجُ مع الرؤى
تظلِّلهُ أغصانُ التمنيات
بصمت الوقاءِ،
لن تشيخَ الأرحامُ
ولن تتبدلُ الأبصارُ،
على رصيف الحالةِ
لتراكم الإعياء
… … …
أهداب الألقِ
يرثيها الأرقُ
فتنفصل الأحلامُ عن النوتاتِ
ليبقَ القلقُ
مجازُ الخجلُ…!
مفلح طبعوني