جُنون الحُبّ
تاريخ النشر: 23/09/16 | 0:03قُلْتُ لها: لستُ مُحترفاً في الحُبِّ
فلا تتركيني قبل أنْ تُعلّميني سرّ الولوج فيه
فقالتْ: انتظرْ لأنّ سكرةَ الحُبّ لمْ تأتِ بعد
ورُحنا نكرعُ الخمرَ أقداحاً، والليل يُسدلُ هُمومه على نوافذِي الخائفة
وهي ذائبةٌ على الأريكةِ المُبللة منْ خمرِ السّهرِ
أذكرُ أنّني رُحتُ أُلملمها بتأنٍ، لكيْ لا تفلتُ منْ يديّ المُرتعشتيْن
كُنتُ أراها تُحاولُ مُغازلتي على وقعِ سُكونِ الصّمت
وأنا لا استطيعُ الاقترابَ منْ سعيرِ اللّهب
فألسنتُه ساخنةٌ لدرجةِ أنّني تشوّهتُ مِنْ لمساتِها
قُلْتُ لها: لستُ مُحترفاً في الوجدِ
فردّت بتأوُّهٍ قاتل : يعني أنْ تحبّني كامرأةٍ لها قلبٌ وليس كجسدٍ
وأن تشغفني حُبّاً أي أنْ تخرِقَ شَغافَ قلبي وتصلُ إليه
ولكنْ لا يُمكنُ للرّغبةِ الجائعة أن يُسكتها
سوى حُبّ مجنون حطّم سجنَ الكبت، وهربَ في جُنون الحياة
وها أنتَ مهووسٌ في فاهٍ حطّمكَ ولا تُغادِره
فجُنونُ الحُبّ لا يأتي سوى مِنْ امرأةٍ مُشتعلةٍ
اشتعلتَ حينما علمتْ بأنّها أُنثى ولِدتْ للحُبِّ
على شفاهِ المُبتدئين للغورِ في سرِّ الحُبِّ المجنون
أذكرُ بأنّني تركتُها تذوبُ وتترهّلُ في مشهدٍ لا يُوصف
وعرفتُ حينها أنّ جُنونَ الحُبّ لا ينطفئ إلّا مِنْ جسدٍ تائهٍ
على أرصفةِ الحِرمان
عطا الله شاهين