عرض غنائي لجوقة الكروان في عبلين
تاريخ النشر: 17/09/16 | 12:33ليلة الخميس (8.9.2016) في حـيـفـا كنّا على موعد مع الفرح. كنّا خمسمئة مهتمّ ملأوا القاعة ليَحْضروا عرض جوقة الـكـروان العبلّينيّة الجديد الأخير “…وْنـايْ ومُـكُـنـسِة وغُـنّـايْ”. كان قرابة ربع الجمهور من خارج عبلّين. ومن الجدير بالتذكير أنّ الـكـروان جوقة عبلّينيّة مقرًّا، لكنّها تضمّ بين أعضائها بعضًا من البلدات المجاورة.
ليلة الخميس عشنا الفرح الغامر تسعين دقيقة مع الـكـروان، وخرجنا من القاعة والبهجة تسكننا.
كان افتتاح العرض الكروانيّ مع “الـجـسـر” (من كلمات خـلـيـل حـاوي، وموسيقى مـرسـيـل خـلـيـفـة وغنائه برفقة أمـيـمـة الـخـلـيـل والجوقة). كان افتتاحًا ذا فخامة، كفخامة الاختتام الذي كان مع أغنية “جـايـي مـع الـشـعـب الـمـسـكـيـن” (من مسرحيّة زيـاد الـرحـبـانـي “نـزل الـسـرور”، وهي من كلماته وتلحينه).
بين الافتتاح والاختتام كان هنالك الكثير من البهاء: كانت هناك أغنيات صفّق لها الجمهور ومعها: خايف كون عشقتك (لمـروان مـحـفـوظ)؛ عَ جبين الليل (لعـازر حـبـيـب)؛ يا حلوة شَعرك دارِيه (لغـسّـان صـلـيـبـا)؛ وِصْلوا الحلوين (لإيـلـي شـويـري -وهي أوّل أغنية شدا بها، وقد كتب كلماتها ولحّنها الرحبانيّان الكبيران عـاصـي ومـنـصـور)؛ يا ناس حِبّوا الناس؛ رقّصت الحلوين على عودي (والأخيرتان كلتاهما من غناء وتلحين إيـلـي شـويـري -ومن نَظْمه على ما أظنّ)؛ عايشة وَحْدا بَلاك؛ أنا اللي عليكِ مشتاق؛ مَرْبى الدلال (الثلاث الأخيرة من غناء جـوزيـف صـقـر.)
كانت هناك إضاءة أضفت على العمل الكثير من البهاء. كانت هناك كمنجات وعود وقانون وبزق وطبلة ودفّ وأورغ وهارمونيكا وساكسفون وناي وكونترباص. كان هناك قليل من الرقص. كان هناك عزف فنّيّ أسعد الأذنَ وأبهجَ الروح.
وكانت هناك بين الأغاني الحلوة مقاطع تمثيليّة مُتْقَنة، قام بتأديتها (بمشاركة بعض أعضاء الجوقة) الفنّان المبدع عـوّاد عـودة عـوّاد الذي أذهلَنا بظرفه وخفّة ظلّه وبأدائه العفويّ المُقْنِع، وأتحفَنا كذلك بعزفه وغنائه (على نحوِ ما أذهلَنا هذا العـوّاد -ولا زال- برسماته ولوحاته وجداريّاته الفنّيّة المدهشة). كنّا مع عرض فنّيّ أراه نقلة نوعيّة في مسيرة الكروان الفنّيّة، أتمنّى وأتوقّع أن تتبعها قفزات أخرى.
أصحاب الفضل كثيرون -غناءً وعزفًا وتمثيلًا ورقصًا وإضاءةً وتصويرًا وتدريبًا وإخراجًا-، يضيق المجال بذكرهم جميعًا. ولكن لا بدّ من أن نخصّ بالذكر فضل اثنين نشكر الآخرين من خلال ذكرهما هنا:
قائد الفرقة الأستاذ العزيز نـبـيـه عـوّاد الذي تَدين له عـبـلّـيـن بأفضاله العظيمة على الأنشطة الموسيقيّة والغنائيّة في هذه البلدة المتعطّشة دومًا إلى الفنّ؛ والأستاذ العزيز المخرج المثقّف نـبـيـل عـازر (ابن الـرامـة الجليليّة المقيم في حـيـفـا) الذي أفاد الجوقة كثيرًا كثيرًا خلال عمله منذ أشهر قليلة، ولم تقتصر فائدته على مجال التمثيل والأداء الغنائيّ. للـكـروان مواعيد لاحقة معك، أيّها الرائع، على درب الفنّ والرقـيّ.
جوقة الكروان – نقلًا عن صفحة صديق الجوقة حنّا نور الحاجّ