لماذا تفتر همتنا عن طاعة الله؟
تاريخ النشر: 23/09/16 | 5:26قال أحد الصالحين: “همتك فاحفظها، فإن الهمة مقدمة الأشياء، فمن صلحت له همته وصدق فيها، صلح له ما وراء ذلك من الأعمال”.. فبعلو الهمة يكتمل كل عمل صالح، بل وكون أفضل ما يكون إذا كان هوى الإنسان وهمته متجهة إلى ذلك الفعل تمام التوجه.
نتعرض من حين إلى أخر إلى شعور بالفتور في الطاعات والعبادات، فتضعف همتنا وتقل عزيمنا، وما ذلك إلا لانصراف القلب إلى مشاغل الحياة، فالهمة عمل قلبي، والقلب لا سلطان عليه لغير صاحبه، وكما أن الطائر يطير بجناحيه، كذلك يطير المرء بهمته في سماء الطاعات، فتحلق به إلى أعلى الآفاق، طليقةً من القيود المادية والشهوات التي تكبل الأجساد.
وقد حثنا الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم على أن نعلي من همتنا في الخير في مواضع كثيرة، يقول تعالى: (فيه رجال يحبون أن يطهروا والله يحب المطهرين)، وقال جل وعلا: “(يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله و إقام الصلاة وإيتاء الزكاة)، وقال كذلك: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا)، وحث على ذلك بقوله: (فاستبقوا الخيرات).
أما السنة النبوية الشريفة فمليئة بالكثير من الصور التي تحث على الإعلاء من الهمة، قال صلى الله عليه وآله وسلم: “إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها، فليغرسها”، وقال: “إن الله تعالى يحب معالي الأمور، ويكره سفاسفها”، وقال صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله: “إذا سأل أحدكم فليكثر، فإنما يسأل ربه عز وجل”.