هيا لنعبر عن مشاعرنا
تاريخ النشر: 16/07/11 | 5:15ان الموت مؤلم جدا ومحزن ويملأ الانسان بالمشاعر السلبية التي في كثير من الاحيان تمنعه عن القيام بمهامه الاساسية في الحياة. ان حل الحزن لا يكن بدفنه داخلنا على ان يختفي مع الايام. الحزن والالم لا يختفي بدفنه فهو يتحول لسلوكيات اخرى غاضبة ومكتئبة يصعب على الانسان ربطها بالموت وفقدان من يحب. وكذلك الامر بالنسبة للاطفال الصغار ولكن الفرق انهم لا يفهمون ما يمرون ولا يعرفون ان كان الامر مسموحا صحيحا او خطأ. معرفتنا بردة فعلنا وما نمر هي المرحلة الاولى لتخطي الحزن والمرحلة الثانية هي التعبير عن احزاننا واخراجها منا. هناك اناس تحولوا لمبدعين رغم الفقدان في الطفولة. فقد حول الحزن لطاقة ايجابية ابدعوا فيها مثل بكتابة الشعر، بالرسم والقصة وغيرهم نجح وتفوق في دراسته واصبح مرجعا في تخصصه.
علينا كبالغين ان نساعد الاطفال على التعبير عن مشاعرهم كي لا تبقى دفينة في صدورهم الصغيرة فهم لا يقوون على الحزن. اورد هنا بعض الفعاليات المفيدة الي يمكن القيام بها مع الاطفال لمساعدتهم لاخراج مشاعرهم الدفينة في صدورهم وهي ايضا مفيدة لنا كبالغين. من المهم انه خلال القيام بالفعاليات ان يكون البالغ متماسك مهما سمع من الطفل جمل تهييج المشاعر. وذلك لان ردة فعل هائجة كالبكاء والنحيب تجعل الطفل يرتدع ولا يتكلم لانه لا يريد ان يؤذي مشاعر من يتكلم معه.
بعض الفعاليات ستتعلق باخراج المشاعر والاخرى بالاشتياق للميت.
1- نعطي الطفل ورقة بيضاء نرسم عليها وجوه بدون انف وعينين وفم. نطلب من الطفل ان يرسم كيف يشعر، سعيد، غضبان حزين. من المهم اولا ان نفحص اذا كان الطفل يعرف الوجوه وتعبيرها عن المشاعر يمكن رسم مجموعة من الوجوه وعرضها على الطفل.
2- نقوم برسم قلب كبير على صفحة بيضاء، نعطي الطفل بعض الأوراق ونطلب ان يلون القلب كيفما يشعر اليوم.
3- نشجعه على القيام ببعض الرياضة التي يحبها فيستمتع بها ويتوق للقيام بها مرة اخرى مما يشعره بالفرح
4- اللعب بالمعجونة – نعطي الطفل معجونة ونطلب منه ان يلعب بها بالطريقة التي يحب، يعمل كرات يضربها بالارض، بعمل ثعابين، يعمل ما يشاء فهذه العملية تساعد الطفل على اخراج مشاعره السلبية وطبعا يمكن الكلام اثناء اللعب. يمكن ان نضعا في كيس بلاستيك نطلب من الطفل ان يرميها على الارض يدوسها يضربها بالحائط وايضا ان يصرخ فهذه طريقة صحية للتعبير عن المشاعر دون ايذاء الاخرين.
5- تشجيع الطفل على الكلام ممكن ان نقوم بصنع دمى يدوية او دمى موجودة عندنا في البيت ونقوم بسرد قصة حياة طفل مات والده ونطلب ان يتكلم الطفل عنه، ومن ثم نسأله اذا كان يشعر مثل الطفل الذي في القصة. هذه لعبة مفيدة فالطفل اثناء اللعب لا يشعر انه مهدد بل يشعر بالامان خاصة ان عبر عن نفسه عن طريق شخصية اخرى.
6- نطلب من الطفل ان يرسم صورة ويعدها للميت رغم انه لا يستطيع اعطائه له ولكن هذا يشعره بالراحة
7- نساعد الطفل على كتابة رسالة للميت ربما من خلالها يعبر عن اشتياقه للميت، عن استيائه لانه تركه وربما يتأسف عن فعل قام به مما يساعده على تخفيف المه وحزنه.
8- نصطحبه للمقبرة اذا رغب في الامر
9- ان نقوم سويا بزراعة نبتة في الارض او في اصيص صغير مما يمكن الطفل من مراقبة النبتة او الوردة وهي تنمو فيشعره الامر بالحياة واستمراريتها وتشعره بالراحة.
10- نطمئن الطفل انه رغم الالم والحزن الذي يشعر به الان الا انها ستكون ايام جميلة سيخف الحزن. من المهم ان نفهم الطفل ان الميت لا يزول من قلوبنا فهو فيها ونتذكره ونتذكر ما كنا نفعل سويا.
هذه بعض الفعاليات التي أعتقد ستكون مفيدة للاطفال للتعبير عن مشاعرهم تجاه الموت والميت. من المهم ان نقوم بالفعاليات على مراحل وليس مرة واحدة وان ننتبه عندما يريد الطفل الانتهاء بان ننهي ولا نحاول المزيد وذلك لان الطفل لا يقوى على الكم الهائل من الالم لفترة طويلة. كما انه من المهم لمس الطفل خلال الفعالية ليشعر انه محتوى ولا يترك ليواجه
المشاعر المحزنة لوحده وعند انهاء الفعالية نقوم بضمه لصدرنا وتقبيله.
كتب في هذا السياق :
نصائح قيمة للغاية ومفيدة..
شكرا للعاملة الاجتماعية لميس فهي دوما تزودنا بالمعلومات القيمة وتوجهنا.
اتمنى ان يقرأها الجميع ويعملون بها، فهي تساعد كثيرا
بارك الله فيك
المقال جميل لكن ملاحظ ان مقالاتك في هذه الفترة كلها عن الموت ,الموت,الموت… هل فقدت شخص عزييز ؟؟ام ماذا؟؟!!
شكرا لك عزيزتي بالفعل لقد فقدت والدي العزيز قبل شهور ولكن عندي اهتمام كبير بهذا الموضوع من قبل بسبب قتل الكثير من الاشخاص في بلادنا وتيتم الصغار لذلك اردت القاء الضوء على هذا الموضوع الذي لا يتكلم عنه لالا بالنصيحة بالصبر والرضى لكي نرضى ونحن نفهم لنرضى ونحن واعون لما نمر
مقال رائع .. بارك الله فيك يا لميس ..
فنحن نفتقر للمقالات التي تمنحنا أدوات عملية مع ابنائنا وليس فقط نظريات
ربنا يفتح عليك وتزودينا بالعلم النافع و