ذاك الحلم لم يكتمل

تاريخ النشر: 20/09/16 | 12:07

بينما كنت سائرا إلى عملي ذات صباح بارد اعترضتني متسولة جذابة، وبدأتْ تتوسّل لكي أساعدها بمبلغ من المال، لكنني لم أرد عليها وبقت أسير على ذاك الرصيف الذي وجدته نظيفا، لكنها سارت خلفي، وفجأة وقفت أمامي وألحت علي لكي أساعدها، وفهمت من نظرات عينيها بأنها ليست متسولة، ولكنها تقمصت الدور، لم يكن لبسها يحي بأنها متسولة، فقلت لها اتبعيني ودخلنا سوية في بيتِ درج عمارة تجارية، وقلتُ لها أنتِ لست متسولة وأكيد حصلتْ معكِ مشكلة، فردّتْ باستغراب كيف علمت؟ فقلتُ لها من عينيكِ، ولبسكِ المثير، فردّتْ وعيناها تنظران صوب درج البناية صحيح أنا لست متسولة، لكنني وقعتُ في مشكلة، ولم يبق معي أية نقود، فبائع الخضروات يلاحقني، لأنّ ديوني زادت وعليّ التزامات كثيرة، فقلتُ لها من الأفضل أن تبحثي عن عمل، ورغم أنها كانت تتحدث معي بهدوء، إلا أنها كانت خجلة، وتبين من حديثها بأنها امرأة مطلقة، فقمت وأعطيتها ما وجدته من فكّة، فنظرت صوبي وابتسمتْ وقالت ما هذا؟ فقلت لها صدقيني لا يوجد معي سوى أجرة الحافلة، فشكرتني وهمّت بالمغادرة، لكنني شعرت بأنني منجذب لها، فقلت في ذاتي لربما أجدها مرة أخرى، وفي صباح اليوم التالي شاهدتها في ذات المكان، لكنها لم تعترضني، ولم تخطو خلفي، وبدت خجلة مني، وبعد عدة أيام رأيتها في ذات المكان، وقلت لها اتبعيني، ولكنني صحوت فجأة من نومي على نباح كلب الجيران وضيّعتُ حُلْماً رائعا، أردتُ أنْ يكتملَ ذاك الحلم، لكنّ كلبَ الجيران الملعون قتلني بنباحِه، ففي ذاك الحُلْمِ شاهدتُ فيه عيني تلك المرأة التّواقتيْن للحُّبِ…

عطا الله شاهين
36allhshahen

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة