صحفي إسرائيلي: إنكار النكبة الفلسطينية يفوق بفظاعته إنكار “الكارثة”

تاريخ النشر: 24/09/16 | 5:04

“إن انكار ما حدث من فظائع للشعب الفلسطيني، يفوق بفظاعته إنكار ما حدث لليهود فيما يسمى الكارثة”.

هكذا ردّ الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي على قرار المؤسسة الإسرائيلية قبل أيام بتمديد تصنيف “السرية” على وثائق يحتفظ بها الجيش الإسرائيلي في إرشيفه، تخص اللاجئين الفلسطينيين إبان النكبة في عام 1948.

وكتب ليفي في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، اليوم الخميس: “حكومة إسرائيل تؤكد وتعترف مرة أخرى بوقوع جرائم ومجازر عام 1948، تهجير وطرد، تطهير عرقي، كانت نكبة!!، كيف نعرف ذلك؟، لأن الحكومة تتجه إلى تمديد فترة السرية على الوثائق المتعلقة باللاجئين الفلسطينيين عام 48”.

وأضاف ليفي: “68 عاما مرت وإسرائيل تخفي عن نفسها الحقيقة المؤرشفة في أدراجها، هل يوجد أكثر دلالة من أن لديها ما تخفيه!!!، قال مسؤول إسرائيلي كبير للصحفي باراك ربيد: عندما يأتي السلام ربما يمكن بعدها فتح هذه الملفات والوثائق أمام الجمهور، وأنا أقول عزيزي المسؤول: إن السلام لن يأتي قبل أن تفتح هذه الملفات”.

وتابع الصحفي جدعون ليفي: “إن السلام لن يأتي قبل أن يعرف الإسرائيليين ملابسات كل ما حدث، وقبل أن نعترف ونعتذر ونعوض عما حدث ونسمح بعود اللاجئين، وربما يكون هذا تعويض جزئي عما وقع من تدمير وسرقة لممتلكاتهم وبلداتهم عام 1948، لكن السلام لن يكون، ليس لأن الفلسطينيون مصممون على حق العودة، بل لأن إسرائيل لا تريد أن تعترف وتذوت النقطة التاريخية المركزية في أن: الشعب الذي لا أرض جاء إلى أرض فيها شعب، وأن الشعب الفلسطيني عانى من القهر والاحتلال ولا زال حتى يومنا هذا”.

وقال إنه “يمكن لإسرائيل أن تكره وتلاحق من ينكرون كارثة الشعب اليهودي، كما فعلت وتفعل مع من لم يعترفوا ويواجهوا ماضيهم وإساءتهم لليهود، ولكن هل واجهت هي (إسرائيل) ماضيها، أبدا لم تفعل، فعلينا تقع قوانين أخرى فنحن “شعب الله المختار” لكن حقيقتنا يغطيها الإرشيف الإسرائيلي ويفضحها كل مخيم لاجئين وكل قرية مدمرة ومهجرة”.

وأضاف “حتى لو لم تكن النكبة مثل الكارثة وحتى لو حاولنا التقليل من حجم ما فعلنا للفلسطينيين مقابل ما حدث لليهود في المانيا النازية، علينا ان نعترف أنه وقعت كارثة ومصيبة كبرى للشعب الفلسطيني وإن إنكارها يفوق بفظاعته إنكار “الكارثة”.

وختم ليفي مذكرا قراء “هآرتس” بالصورة التي ضمنتها لخبر تمديد الحكومة الإسرائيلية لفترة الحظر على وثائق اللاجئين، وقال: “يكفي أن تنظر إلى صورة هآرتس من العام 1948 في حيفا، التي نشرت هذا الأسبوع كي تفند الدعاية الصهيونية، وهي لفلسطينيين يجران عربة فيها ما تمكنا من جمعه من السجاد وأثاث منزلهما فيما يسير خلفهما رجل عجوز يتكأ بصعوبة على عكازه، بينما يرفع جنود “الهاغناه” (عصابة صهيونية) عليهم السلاح”، يضيف “هكذا كان شكل “الهروب السلمي الإرادي” للفلسطينيين من أرضهم وبلدانهم، كما تزعم الدعاية الصهيونية، وهذه ليست صورة الطرد الجماعي القسري”.

وأكد ليفي أن الحقيقة تفرض نفسها على حكام البلاد وعليهم أن يعترفوا بما فعلوا للشعب الفلسطيني، ولن ينفعهم حظر الإرشيف او منع تداوله بين الناس.

كيوبرس

untitled-1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة