وجوه وملامح 13
تاريخ النشر: 25/09/16 | 6:41لقد تركت المراة المسلمة عبر صفحات التاريخ صفحات مشرقة حافلة بالمواقف الرائعة التي تظهر فيها معاني هامة تحتاج المسلمة المعاصرة التعرف عليها من خلال نساء دخلن التاريخ من أبواب شتى، وسأستعرض من خلال هذه السلسلة بعض المواقف سريعة التأثير في القلوب مواقف نستعرض من خلالها ملامح كل شخصية عبر التاريخ.
زينب بنت على بن أبي طالب.. أخت الشهيدين الحسن والحسين – السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب الهاشمية، ولدت قبل وفاة جدها صلى الله عليه وسلم بخمس سنين.وقد تزوجت ابن عمها عبد الله جعفر بن أبي طالب فولدت له محمداً وعلياً وعباساً وأم كلثوم. وقد حدثت عن أمها فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم وأسماء بنت عميس.وهي امرأة جزلة كانت مع أخيها الحسين بن علي حين قتل. وقد سجل لنا التاريخ موقفها الرائع وثباتها في هذا اليوم، حين واجهت – بعد مقتل أخيها الحسين – عبيد الله بن زياد ويزيد بن معاوية بن أبي سفيان ومما سجله التاريخ لنا: ” حملت زينب إلى عبيد الله بن زياد وكانت أسن من حمل إليه. فلما دخل برأس الحسين وصبيانه وأخواته على ابن زياد لبست زينب أرذل ثيابها وتنكرت وحف بها إماؤها. فلما دخلت جلست فقال عبيد الله بن زياد: من هذه الجالسة ؟ فلم تكلمه. فقال: ذلك ثلاثاً. كل ذلك لا تكلمه فقال بعض إمائها: هذه زينب بنت فاطمة. فقال لها عبيد الله: الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم فقالت: الحمد لله الذي أكرمنا بمحمد صلى الله عليه وسلم وطهرنا تطهيراً، لا كما تقول أنت إنما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر. قال ابن زياد: فكيف رأيت صنع الله بأهل بيتك ؟ قالت كتب عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم متحاجون إليه وتخاصمون عنده. فغضب ابن زياد واستشاط فقال له عمرو بن حريث: أصلح الله الأمير إنها امرأة وهل تؤاخذ المرأة بشيء من منطقها، إنها لا تؤاخذ بقول ولا تلام على خطل. فقال لها ابن زياد: قد أشفى الله نفسي من طاغيتك والعصاة المردة من أهل بيتك. فبكت زينب وقالت: لعمري لقد قتلت كهلي وأبرت أهلي وقطعت فرعي واجتثثت أصلي فإن يشفك هذا فقد اشتفيت. فقال لها عبيد الله بن زياد: ” هذه شجاعة قد لعمري كان أبوك شاعراً شجاعاً “.
وهكذا وقفت تلك المرأة المؤمنة بشجاعة أمام هذا الطاغية لا تخافه الانها تعتمد على القوي العزيز وتتوكل عليه، ولأن خوفها من الله يعلو على كل خوف.
وهكذا سجل لنا التاريخ شجاعة نادرة وبلاغة عالية لأخت الشهيدين الحسن والحسين، ولما لا تكون شجاعة وقد شهدت يوم كربلاء.
بقلم: محمود عبد السلام ياسين