قارورتكِ
تاريخ النشر: 24/09/16 | 12:03قارورتكِ مليئة بالألمِ، متى حركتِها وأنْ حركتِها تصدرُ أنيناً، تنتفخُ، يتغيّرُ لونها وشكلها، فتشفقين عليها وتحاولين إكسابَها شكلها القديم، لكنّكِ لا تتذكرينه، نسيتِه، تُصرّين، تنبشين في مُخيّلتكِ المهمومة فتتأبى عليكِ، ألأنّكِ لمْ تُحِبّي شكلها القديم، أم لأنّكِ كُنتِ مشغولةً عن قارورتكِ بغيرها مِنَ القوارير المُترامية على أرصفةِ الشّوارع؟ والتي ما فتئتْ تتحطّم الواحدة تلو الأخرى، ما أجمل مشهد القوارير وهي تتكسّر، تثور على ما تختزنه مِنْ مكبوتات، تنتفضُ، فيدوّي صوتها في الآفاقِ، تتناقله الشّوارع والدُّروب والأزقّة، فتنوءُ مدينتها به، محاولة ضمه واحتواءه فينفلتُ كالهواءِ كالصوتِ كالشُّعاعِ صوت القوارير، يُحلّقُ في المكانِ مُعلناً ميلاداً جديداً..
ما أتعس القوارير وهي تتحطّمُ، تئد الماضي وتقتله معها، تتبخرُ مطاردةً سرابَ صوتها المُجلجل.. وبيديكِ قارورتكِ تشدّين عليها بقوةٍ حتى لا تنكسرُ فيتضاعفُ الألمُ ..
عطا الله شاهين