هلوسات من دفء امرأة
تاريخ النشر: 26/09/16 | 13:47ذات مساء بارد، بينما كنت أسير غابة موحشة لزيارة صديقة تذكّرتها من أيام الدراسة، حاولت أن أهاتفها، لكنّ هاتفها لم يرد لربما غيّرت شريحتها، بعدما تعبتْ من معاكسة مراهقين لها، فقررتُ في ذاك المساء أن أزورها كيْ أطمئن عليها، فسرت في جوٍّ عاصف، والثلج ظل ينزل بغزارة على قبعة رأسي الفاخرة، لم أسمع هناك سوى خطواتي وهي تغرز في الثلج، وكانت أنفاسي تتجمد في الهواء الذي ظل يلفحني لكنني بقيت أسير حتى رأيت امرأةً ترتدي معطفا أبيض، وقلت لربما من البردِ أنا أهلوسُ الآن، لكنني صحوتُ بعدما أشرقتْ الشمس وتوقّفَ سقوطُ الثلج وشاهدتُ نفسي أرقد على أريكة في كوخ غريب بديكوراته ولم يكن هناك غيري، فيبدو أنني دخلتُ إليه هروبا من العاصفة، التي أرغمتني على الاحتماء فيه، لكنني تذكرت بأن دفئا غريبا كان يلسعني ليلة أمس، فذاك الدفء يشبه دف امرأة، لكنني الآن لأ أراها، فيبدو بأنني أهلوس، مع أنني شعرت بدفء امرأةٍ، لأنني لم أرتجف في العتمة ليلة أمس رغم جوّ الكوخ البارد.. فخرجت وسرت نحو بيت الصديقة، وحينما رأتني لم تعرفني، لأنني كنت في ثياب ممزقة، يبدو أن دبّاً حاول افتراسي، أو أن تلك المرأة افترستني، لا أدري ربما كنت أهلوس، لكن تلك الصديقة حينما رأتني رحّبت فيّ وأعدت لي كوباً من الشاي، وجلسنا سوية خلف زجاج النافذة، وصرنا نتحدث عن أيام صبانا، وقبل المغيب استأذنتُ منها وسرتُ في طريق أخرى، لربما سأصل بيتي هذه المرّة بلا هلوسة..
عطا الله شاهين