لأمريكا رحلت فتاتي
تاريخ النشر: 13/12/13 | 2:27بنظمِ الشِّعرِ لا أبغي ثوَابا وفيها الفنُّ كم أزهَى ثيابا
تظلُّ حبيبتي ومُنى حياتي مَآلَ الروحِ عنوانا مُجَابَا
لأمريكا لقدْ رحَلتْ فتاتي بقيتُ بُعَيْدَها أشكو العَذابا
ولمْ ُتخبِرْ وتبلغني رحيلا فلا ألقى كلامًا أو جوابا
فشهرًا غادرَتْ ما أعلمتني لقيتُ بُعَيدَها العجبَ العُجَابا
كأني يومَ غابتْ عن عيوني ضميرُ القلبِ يشتعلُ التهابا
أبيتُ طوال ليلي في سُهَادٍ أهيمُ بحُبِّها كلفا مُصَابا
فإنَّ البعدَ أقسَى ما ألاقي ويبقى لي الوصالُ هوَ الطلابَا
شربتُ بقربها الأحلامَ شهدًا لقيتُ ببعدِها المُضني عقابا
أشقراءَ الأماني ويحَ قلبي ففيكِ يصيرُ مفتونا مُذابا
فإنِّي في غرامِكِ ذبتُ وجدًا وودَّعتُ التعقُّلَ والصَّوابَا
آهٍ من هواكِ وألفُ آهٍ لقد زدْتُ التياعًا واضطرابا
وعِشقي كلّ يوم في ازدِيادٍ هيامي فيكِ قد رَدَعَ العتابا
فأنتِ البدرُ ما أحلاكِ ليلا وأنتِ النورُ قد غمَرَ الشِّعابَا
رأيتُ ببعدِكِ الأيَّامَ نارًا سُقِيتُ بكنفِهَا سُمًّا وَصَابا
غريبٌ إنْ بعُدْتِ وعن عيوني وبينَ أحبَّتي زدتُ اغترابا
ملايينُ العذارى اشتهتني ولكنْ نحوهنَّ فلا انصِبَابا
جنانُ الخلد تفتنُ مَنْ رآها وتشجي النفسَ ألحانا عذابا
عزفتُ عن المَلاهِي لا مُجُونٌ وَوَدَّعتُ الغواية والصِّحَابَا
بعُدتُ عن العذارى والغواني ونحوَ حبيبتي زدتُ اقترابا
وكم أشتاقُ …يجمعُنا زمانٌ يزولُ الحزنُ .. نجتاحُ الصِّعابا
فكوني زوجتي وَمَلاذ روحي ويغدُو العيشُ حلوًا مُستطابا
وأنعمُ في ظلالكِ … في جنان فتحلو لي الدُّنى خمرًا رُضَابَا
فأنتِ الشَّمس إذ غابتْ نجومٌ وشمسُ الروح تجلينَ الضبابا
رأيتكِ فوقَ كلِّ الناس ، طرًّا، جمالا، فتنة، حُسنا، شبابا
حديثكِ مثلُ شهدٍ… بلْ وأحلى منَ النغم المُمَوسَق لا غِرابا
ففيهِ السِّحرُ يشفي كلَّ نفس وأنتِ ملاكيَ الاضحى مُهابَا
أكيمياءَ الأماني أنتِ روحي وفيكِ العمرُ لمْ يذهَبْ سَرابا
أنا رمزُ المكارم والمعالي وصَرحٌ للذي رامَ الإيابَا
وبحرٌ في العلوم وفي فنون وربُّ الفجر كم مجدٍ أهابَا
أميرُ الشِّعر أبقى لا مِرَاءٌ فحولُ الشِّعر كم قالوا أصَابَا
وأنتِ لي القرينة يا حياتي ففيكِ العلمُ مَزهُوٌّ قبابَا
إذا ألقاكِ يحلو فيكِ عُمري إذا ما غبتِ أزدادُ اكتئابَا
كلانا يعشقُ الثاني كلانا وكلٌّ يبتغي وصْلا مُجَابَا
إلى ربِّي لقد أسلمتُ أمري إرادتهُ ستُدْنيتا اقتِرَابَا